تعيش جل ساكنة مخيمات "تندوف"، وخصوصا منها الشباب على وقع سخط عارم، تجاه قيادة عصابة "البوليساريو". بل إن أغلبية الشباب سواء داخل المخيمات أو خارجها، لم يعد يخفي تذمره من توجهات زعماء الجبهة الوهمية. ووصلت الأمور حد المطالبة بإقالة وعزل كل قيادات الجبهة وبدون استثناء، مع تحميلها مسؤولية تردي الأوضاع بالمخيمات، والفشل الذريع على المستوى الديبلوماسي والعسكري. ويطالب الشباب بتشبيب القيادة وفتح المجال أمام جيل جديد، ليتمكن من فتح آفاق وحلول جديدة للملف، تكون أكثر واقعية وتساهم إيجابيا في إخراجه (الملف) من عنق الزجاجة. كما انتقد الغاضبون بشدة، ما وصفوه بتحول القيادة الحالية ل"البوليساريو" إلى مجرد تابع لحكام الجزائر، دون امتلاك قرارها، أو القدرة على اتخاذ أي خطوة خدمة لمصلحة "الصحراويين". ولأول مرة، تتم المناداة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بإبعاد "ابراهيم غالي" وزبانيته، عن قيادة الجبهة، ومنعهم من الاقتراب من ملف الصحراء. وفي سياق متصل، دخلت قيادات العصابة، في حرب وصفها المتتبعون للشأن الصحراوي بالضروس، حيث خرجت صراعات الزعماء المفترضون إلى العلن، وأضحت حديث الكل بالمخيمات وخارجها. وحسب الأنباء الواردة من داخل مخيمات العار والذل، فبعض القيادات اضطرت إلى تبني مطالب الشباب المتمرد على "غالي"، ونشرتها عبر وسائل إعلام محسوبة على "البوليساريو". من جهته، دخل منتدى "فورساتين"، المناوئ لتوجهات قيادة العصابة، على الخط وأكد كل ما يروج حول إعصار الشباب المرتقب وصراعات زعماء الجبهة. وقال المنتدى المذكور:"لم يعد سرا حجم السخط والتذمر داخل أوساط الشباب الصحراوي من القيادة ولأول مرة يصل الغضب حد التحرك التلقائي تجاه تغيير واضح بعيدا عن الشعارات والأماني وغضب مجموعات التواصل الاجتماعي". ونشرت ذات الجهة المعارضة ل"البوليساريو"، ما وصفته ببعض المطالب الشعبية التي نشرت على المواقع الرسمية للجبهة، ومنها موقع Ecsaharaui وموقع Larazon الاسباني المعروف بقربه من قيادات العصابة. ولخص "فورساتين" مطالب الشباب الثائر في وجه زعماء الجبهة والمنشورة في وسائل الإعلام المذكورة في ما يلي: -من الضروري المطالبة بإقالة المسؤولين في مختلف هيئات الحركة والدولة الصحراوية واعتماد معايير الفعالية والكفاءة، وتحمل المسؤولية عن الأخطاء المرتكبة، والمحاسبة والاعتذار على النحو الواجب . -يجب على جزء كبير من القيادة الصحراوية التفكير في المغادرة قبل فوات الأوان ، وقبل الانقلاب ضدها ، مما يمهد الطريق لقادة جدد مناسبين وعقلانيين يعتنون بالمصلحة الوطنية لساكنة المخيمات . -يجب أن يتفق جميع القادة على ضرورة التشبيب في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ جبهة البوليساريو. -السلوكيات غير الناضجة والعقليات الضيقة التي تمارسها سلطة البوليساريو ، والتي أثارت شكوك الأجيال الشابة الجديدة في المشاركة في الشؤون العامة ، وإضعاف شعورهم بالانتماء ، وبالتالي إجبارهم على الخوف على أنفسهم ، ودفعهم إلى السعي بكل الوسائل للبحث عن المصالح الخاصة وطرق الكسب ، وبالتالي نبذ اعادة التسلح الإيديولوجي الشبابي الذي ميز حركة التحرير الصحراوية . -يُخشى أنه إذا استمر الوضع على النحو ، وهو سيناريو محتمل للغاية ، فستنتشر المشكلة وستتضاعف الاختلافات ، مما يخلق أرضًا خصبة للتمرد والعصيان ، مما قد يقودنا إلى الضلال عن المسار. - غالبية الصحراويين انعدمت ثقتهم في القيادة. والشباب تعب من القيادة الحالية وعلى رأسهم ابراهيم غالي وينتقد هوسهم بالسلطة، وسوء التصرف ، والأخطاء ، والخطط المرتجلة والأداء الضعيف لبعض القيادات الانتهازية الذين لا يبخلون في استخدام النضال لاحتكار كل شيء ممكن دون ضوابط. بلا وازع ديني أو أخلاقي ، وبالتالي وضع العراقيل والمراهنة على الفشل . - على مر السنين ، أدى هذا السلوك غير اللائق لدى القيادة إلى تقويض الوحدة بشكل كبير وتسبب في الوضع السائد من العجز واليأس