قال البروفيسور إسماعيل معراف، محامٍ ومحلل سياسي جزائري، إنه تابع الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، مساء أول أمس السبت، على شعبه بمناسبة الذكرى ال23 لعيد العرش، مؤكدا أن الملك دائم الحرص على نهج سياسة "اليد الممدودة" تجاه الجزائر، من أجل خلق جسر التواصل بين البلدين والشعبين الشقيقين. وأكد معراف، خلال تصريح له خصّ به موقع "أخبارنا"، أن "النظام الجزائري مُطالب بمراجعة حساباته في علاقته مع المغرب"، مشددا على أنه "ليس من مصلحة البلدين الجارين بلوغ حالة الجفاء هاته". ولم ينفِ المحلل السياسي نفسه أن "هناك مشكلا بين البلدين؛ بيد أنه بإمكانهما تجاوز هذا الخلاف، نظرا إلى أننا اليوم نعيش زمن البراغماتية والنفعية وتبادل المصالح"، مؤكدا أن "الشعبين تحدوهما رغبة التعايش مع بعضهما البعض". وزاد معراف أن "البلدين يمكن لهما أن يصبحا قوتين عظمتين بالمنطقة في حالة تحالفهما"، مشيرا إلى أن "الشعب الجزائري تقبل بأريحية الخطاب الملكي"، آملا أن "يتفاعل النظام الجزائري بإيجابية مع دعوة محمد السادس". هذا وخلُص المحلل السياسي عينه إلى أن تجاهل النظام بالجارة الشرقية لهذه الدعوة المغربية "سيضع صورة الجزائر أمام العالم على كونها غير محبة للحوار، بغية بناء علاقات قوية استراتيجية في المستقبل". تجدر الإشارة إلى أن الملك محمدا السادس شدد، خلال خطابه، على أن "الحدود، التي تفرق بين الشعبين الشقيقين، المغربي والجزائري، لن تكون أبدا حدودا تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما؛ بل نريدها أن تكون جسورا تحمل بين يديها مستقبل المغرب والجزائر، وأن تعطي المثال للشعوب المغاربية الأخرى". وبهذه المناسبة، يردف الملك محمد السادس، "أهيب بالمغاربة لمواصلة التحلي بقيم الأخوة والتضامن وحسن الجوار، التي تربطنا بأشقائنا الجزائريين، الذين نؤكد لهم بأنهم سيجدون، دائما، المغرب والمغاربة إلى جانبهم في كل الظروف والأحوال". "أما فيما يخص الادعاءات التي تتهم المغاربة بسب الجزائر والجزائريين، فإن من يقومون بها، بطريقة غير مسؤولة، يريدون إشعال نار الفتنة بين الشعبين الشقيقين"، يقول الملك قبل أن يضيف أن "ما يقال عن العلاقات المغربية الجزائرية غير معقول ويحز في النفس. ونحن لم ولن نسمح لأي أحد بالإساءة إلى أشقائنا وجيراننا". وبالنسبة للشعب المغربي، يؤكد الخطاب، ف"نحن حريصون على الخروج من هذا الوضع، وتعزيز التقارب والتواصل والتفاهم بين الشعبين"، خالصا إلى أننا "نتطلع للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد لإقامة علاقات طبيعية بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية والمصير المشترك".