الامتداد النقابي رهان لايحتمل التأجيل بالنسبة لحزب الأصالة والمعاصرة، غير أنه لم يستقر بعد على الطريق المؤدية لذلك. فهذا الحزب الذي تأسس قبل سنوات قليلة، لم يعد يحتمل غيابه عن الوجود في قلب الحوار الاجتماعي، وذلك عكس أحزاب من قبيل الاتحاد الاشتراكي، الاستقلال والعدالة والتنمية وغيرها من الأحزاب التي تتوفر على أذرع نقابية، تؤمن لها قاعدة لايستهان بها وسط المأجورين. قبل خطوة «البام» بقليل سبق لحزب معارض آخر هو التجمع الوطني للأحرار،حيث باشرمشاورات للتنسيق مع الاتحاد العام الديمقراطي للشغل. إذا كان التجمع قد حسم الموضوع بالتوقيع على التحالف مع هذه النقابة، فإن حزب الأصالة والمعاصرة مازال حائرا في كيفية ضمان امتداده النقابي، إذ يتجاذب الحزب خياران، أولهما توقيع تحالف مع إحدى المركزيات النقابية، تمثله خلال لقاءات الحوار الاجتماعي وتتكلم بلسانه خلال المشاورات مع الاتحاد العام للمقاولات مع المغرب، فيما الخيار الثاني الذي يتدارسه «الباميون» يتمثل في تأسيس مركزية نقابية خاصة بحزبهم. «لحد الساعة نحن في انتظار التقرير الذي ستوافينا به الخلية التي يترأسها بنعزوز.. وساعتها سنحسم قرارنا» يقول أحد القياديين بحزب «الجرار»، في إشارة إلى اللجينة التي شكلها الحزب والمتكونة من عدد من مناضليه الذين يراكمون تجربة في المجال النقابي، كما هو الحال بالنسبة لعزيز بنعزوز عضو المكتب السياسي للحزب الذي عهد إليه بالإشراف على اللجينة بصفته كان ناشطا بارزا في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل. اللجينة من المرتقب أن تقدم تقريرها في المستقبل القريب. فرغم كثافة أجندة الحزب، حيث يباشر حاليا مؤتمراته الجهوية وكذلك هيكلة تنظيماته الموازية الأخرى، إلا أن أحد الاجتماعات الأخيرة لمكتبه السياسي، أثارت الموضوع النقابي من جديد، مشيرة إلى ضرورة تسريع وتيرة عمل اللجينة من أجل إخراج التقرير، يبرز المصدر مبديا تحفظا في الإفصاح عن الاتجاه السائد داخل قيادة الحزب بخصوص أحد الخيارين. «بكل أمانة ليس لدي ما أقوله بهذا الخصوص… أفضل انتظار تقرير اللجينة» يشدد عضو المكتب السياسي للحزب، مشيرا إلى أن التقرير المرتقب سيتضمن تفاصيل حول الوضع النقابي بالمغرب وعلى ضوء ذلك سيحدد الحزب اختياراته. عند استفساره عن أقرب المركزيات النقابية التي سيضع الحزب يده في يدها، في حال ما إذا أوصى التقرير بأفضيلة خيار التحالف مع إحداها، رد المصدر أن كل الاحتمالات واردة، غير أن الاتحاد المغربي للشغل، يبقى أقرب المركزيات التي قد يضع يدها في يدها، في حال قرر عدم إحداث مركزية نقابية خاصة به، حسب عضو المكتب السياسي، مشددا التأكيد على أن ذلك ليس إلا احتمالا مرجحا ليس إلا .