قال عزيز بنعزوز القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة (بام) إن الصراع مع حزب العدالة والتنمية "صراع مفتوح في الداخل والخارج" وأن الأصالة والمعاصرة لن يتحالف مع هذا الحزب في المستقبل لأنه حزب "يهدد المشروع الديمقراطي" في المغرب. جاء ذلك في لقاء مع إذاعة هولندا العالمية. حكومة فاشلة من جهته وصف البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة عبد الرحيم عثمون أداء الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية بأنه "أداء فاشل" وأن ما كان الحزب يعد به المغاربة أثناء الحملة الانتخابية "ما منو حتى شي حاجة" (لم يتحقق منه أيّ شيء). وشدد كل من بنعزوز، عضو المكتب السياسي ورئيس التنظيم داخل حزب 'بام‘ وعبد الرحيم عثمون الذي يرأس اللجنة البرلمانية المشتركة بين الاتحاد الأوربي والمغرب، على ضرورة مواصلة مواجهة 'أيديولوجية‘ حزب العدالة والتنمية "في الداخل والخارج". "الصراع مع العدالة والتنمية، يقول بنعزوز، صراع مفتوح وعلى كل الواجهات، أنا أقر بذلك وأعترف بذلك. نحن كحزب نعتبر أن العدالة والتنمية يهدد المشروع الديمقراطي في البلاد، وبالتالي فالصراع مفتوح مع هذا الحزب في الداخل وفي الخارج بطبيعة الحال، داخل قبة البرلمان وخارج قبة البرلمان". المواجهة بين الحزبين الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، ليست وليدة مخاض ما بعد الانتخابات الأخيرة التي أسفرت عن فوز العدالة والتنمية فيها ووصول هذا الحزب ذي المرجعية الدينية إلى سدة الحكم، وإنما تعود إلى بدايات ظهور حزب الأصالة والمعاصرة على الساحة السياسية في المغرب، وصعود أسهمه حتى غدا أحد أكبر الأحزاب. ويكاد متتبعو الشأن السياسي المغربي يجمعون على أن تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة على يد فؤاد عالي الهمة الذي يعد 'صديقا‘ للعاهل المغربي محمد السادس ومن أكثر الشخصيات نفوذا في محيطه، جاء أساسا ليلجم حزب العدالة والتنمية. خطان لا يلتقيان بيد أن حركة 20 فبراير الشبابية التي شارك فيها برلمانيون تابعون لحزب العدالة والتنمية منهم وزير العدل والحريات الحالي مصطفى الرميد، وشعارات الحركة الشبابية المناهضة للأصالة والمعاصرة ولبعض رموزه، جعل هذا الحزب يتراجع خطوات للوراء تاركا المجال مفتوحا أمام غريمه العدالة والتنمية ليقطف ثمرة الحراك الشبابي. ولعل عملية "تأطير المواطنين" في الداخل والخارج هي واحدة من أدوات الصراع مع العدالة والتنمية، وهي فضلا عن ذلك "حق دستوري"، يوضح عزيز بنعزوز الذي يقوم بزيارة لهولندا رفقة قياديين من حزب الأصالة والمعاصرة وعلى رأسهم مصطفى باكوري، أمين عام الحزب وفاطمة زهرة منصوري والعربي مهارشي بالإضافة لعبد الرحيم عثمون، بهدف "تدشين عملية إعادة البناء وهيكلة الحزب على مستوى أوربا الغربية"، بحسب بنعزوز. لا تقتصر معارضة حزب الأصالة والمعاصرة على الطريقة "الفاشلة" التي تدبر بها حكومة بنكيران الشأن العام فحسب، ولكن الأصالة والمعاصرة يعارض في الأساس "المشروع الأيديولوجي للحزب الذي يقود هذه الحكومة"، يشدد بنعزوز: "نحن نمارس المعارضة للتدبير الحكومي الفاشل (...) ونعارض كذلك المشروع الإيديولوجي للحزب الذي يقود هذه الحكومة، وهو مشروع في نظرنا يهدد المكتسبات الديمقراطية للشعب المغربي، والدليل هو ما يقوم به اليوم من تبخيس وتمييع للمؤسسات من خلال مداخلات بعض برلمانيي العدالة والتنمية (...) ومن خلال تصريحات بعض وزرائه". ويستبعد القيادي في الأصالة والمعاصرة أي تعاون في المستقبل أو تحالف مع حزب العدالة والتنمية، كيفما جاءت نتيجة الانتخابات. "لن نلتقي في أي تحالف مهما كان شكله". جبهة خارجية يتحرك حزب الأصالة والمعاصرة على 'الجبهة‘ الخارجية بهدف مواجهة مشروع العدالة والتنمية عن طريق "البحث عن العائلة الديمقراطية"، كما يصفها بنعزوز فضلا عن هيكلة مغاربة الخارج للمشاركة السياسية كونهم "قيمة مضافة في تطوير المسلسل الديمقراطي والعملية الديمقراطية في بلادنا". إلا أن انتقادات المغاربة في الخارج تنصب بالضبط على حرمانهم من 'حق المشاركة‘ السياسية في بلدهم الأصلي بحسب مقتضيات الدستور، وبالتالي تصبح "قيمتهم المضافة" بلا قيمة. ويرى بنعزوز أن هذه القضية تعد "جبهة" أخرى في مواجهة الحكومة الحالية: "معركتنا اليوم مع الحكومة الحالية، ونحن حزب في المعارضة، هي معركة الإعمال الديمقراطي للدستور، هي معركة مفتوحة. وأداة هذه المعركة المفتوحة التي نحن نناضل من أجل إيجادها هي تنزيل القوانين التنظيمية التي تربو عن عشرين قانونا. ومن بين القوانين التي، في نظرنا، تكتسي طابعا استعجاليا هي القوانين التي تنظم عملية المشاركة السياسية للجالية المغربية في الانتخابات". تواصل مغلق ينتقد كثير من مغاربة هولندا الطابع 'المغلق‘ للقاءات التواصلية التي يجريها حزب الأصالة والمعاصرة مع أشخاص يتم اختيارهم ب 'عناية‘. وقد سبق لأمين عام الحزب السابق بيد الله أن زار هولندا واجتمع مع من اجتمع به وفق لائحة محددة سلفا. الأسلوب ذاته استخدم خلال اللقاء الذي تم يوم الثلاثاء 3 يونيو في أمستردام. إلا أن بنعزوز يقلل من شأن هذه الانتقادات معتبرا أن هذه اللقاءات تأتي في إطار التواصل مع مناضلي الحزب والمتعاطفين معه أولا ثم يأتي دور اللقاءات العامة و "الجماهيرية". "اللقاء أولا مع مناضلات ومناضلي الحزب ومع المتعاطفين مع الحزب ومع أنصار الحزب، وهذا أمر عادي يقوم به أي حزب. ولكن حينما نقرر أن ننظم لقاء جماهيريا سنعلن عن ذلك، وهذا ما برمجناه كذلك حيث إننا سنتوج لقاءاتنا في الدول الأوربية بمؤتمر على المستوى الأوربي، وبعد المؤتمر مباشرة وانتخاب الأجهزة التي ستسير الحزب وتؤطره على مستوى أوربا الغربية، سنشرع في تنظيم اللقاءات الجماهيرية". ++ في الصورة المستشار الملكي مؤسس حزب البام فؤاد عالي العمة وبنكيران زعيم حزب العدالة والتنمية