قامت اللجان الشعبية بإغلاق مداخل ميدان التحرير بوسط القاهرة في ظل توافد المتظاهرين، الجمعة، استعداداً لإحياء ذكرى 25 يناير، وتلبية لدعوة قيادات المعارضة للمشاركة في مسيرات حاشدة من أجل تحقيق مطالب الثورة. وفرضت قوات الأمن المركزي تعزيزات أمنية مكثفة في محيط قصر الاتحادية (القصر الرئاسي) في حي مصر الجديدةبالقاهرة. إلى ذلك، تولت مجموعات من اللجان الشعبية لشباب الإخوان المسلمين تأمين مقر الجماعة بالمقطم في القاهرة. وأعلن اللواء عادل رفعت، مدير أمن محافظة السويس، عن رفع درجة الاستعداد القصوى والاستنفار الأمني بمنطقة المجرى الملاحي لقناة السويس داخل حدود المحافظة حتى محافظة الإسماعيلية شمالاً، وخليج السويس جنوباً، وزيادة عمليات التأمين بالتنسيق مع قوات الجيش الثالث الميداني، وذلك مع الساعات الأولى لصباح الجمعة. كما شددت أجهزة الأمن المصرية إجراءاتها، الجمعة، في جميع مدن شمال سيناء، بشمال شرق مصر، الواقعة على الحدود مع قطاع غزة وإسرائيل. وبحسب وكالة "الأناضول"، شيدت الأجهزة الأمنية السواتر الرملية حول المقرات الأمنية، وكثفت الحراسات، وشوهد انتشار مدرعات الجيش والشرطة، كما انتشرت القناصة فوق أسطح البنايات الحكومية في جميع مدن المحافظة. 16 مصاباً في التحرير وفي نفس السياق، عاد الهدوء إلى ميدان التحرير بعد توقف الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين. وأعلن الدكتور أحمد عمر، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، عن ارتفاع عدد مصابي الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن بميدان التحرير إلى 16 مصاباً، مؤكداً عدم وقوع وفيات حتى الآن. ونشبت اشتباكات بين قوات الأمن المصرية والمتظاهرين في شارع قصر العيني بوسط القاهرة، في وقت مبكر الجمعة، وذلك بعد أن قام المتظاهرون بإنزال عدة كتل خرسانية من حاجز مُقام في بداية الشارع، وردت قوات الأمن بإطلاق قنابل مسيلة للدموع. وأصيب العشرات باختناقات جراء الإطلاق الكثيف لقنابل الغاز في الميدان، وتم نقل بعضهم إلى المستشفى الميداني بكنيسة قصر الدوبارة خلف مسجد عمر مكرم. كما اندلعت النيران بالكابلات الرئيسية ولوحة الكهرباء الرئيسية التي تغذي مجمع التحرير وتجري الآن محاولات للسيطرة على الموقف. ونقلت تقارير صحافية أن العشرات من شباب "ألتراس أهلاوي" قاموا مساء الخميس بتحطيم 4 سيارات تابعة لقوات الأمن المركزي، التي تقوم بتأمين دار القضاء العالي بشارع 26 يوليو بوسط القاهرة. وألقى المتظاهرون الحجارة على أفراد القوة المتواجدة أمام مبنى دار القضاء العالي لتأمينه، وتدخل عدد من الأهالي وأصحاب المحلات لإبعاد المعتدين عن السيارات ومنعهم من محاولة إشعال النيران بها. اقتحام ميناء بورسعيد في الوقت ذاته، اقتحم المئات من أعضاء رابطة مشجعي النادي المصري "جرين إيجلز" الخميس، باب السياحة بميناءبورسعيد المجاور لقاعدة تمثال ديليسبس بمدخل قناة السويس، وأطلقوا الشماريخ والألعاب النارية، وسط هتافات وأغانٍ تطالب بما سموه "الحكم العادل في قضية مذبحة استاد بورسعيد". وبحسب ما ذكرت صحيفة "المصري اليوم"، استمرت المسيرة داخل الميناء، لمدة نصف ساعة، وانتشر المتجمهرون، بطول الرصيف السياحي، ثم خرجوا من الباب رقم 1 للميناء. ونقلت الصحيفة عن أحد قيادات الرابطة قوله: "هذه مجرد بروفة، ورسالة بأنه يمكننا اقتحام الميناء وتعطيل قناة السويس، المجرى الملاحي الأهم في العالم، وليس فقط مترو الأنفاق، وهدفنا واضح هو صدور حكم عادل في القضية"، في إشارة إلى احتجاجات "ألتراس أهلاوي" بالقاهرة. تأتي تلك الاحتجاجات في رد الفعل لما قام به أعضاء "ألتراس أهلاوي" الأربعاء، حيث حاصروا مقر البورصة بوسط القاهرة، وعطلوا حركة مترو الأنفاق، وأوقفوا حركة المرور بكوبري 6 أكتوبر، للمطالبة بالقصاص العادل لضحايا مجزرة بورسعيد. هذا ووجه "ألتراس المصري" و"سوبر جرين" و"مصراوي" و"إيجلز"، رسالة من أحفاد 56 إلى الأجداد والآباء والأمهات وأطفال وشباب وشيوخ وقساوسة بورسعيد، للتكاتف معاً من أجل إظهار الحقيقة الغائبة. وأكد "ألتراس" في بيانه "أنهم لن يقبلوا أن يكونوا كبش فداء مهما كان الثمن"، لافتين إلى أن أحفاد 56 لا يستهان بهم، والعالم كله يشهد أنهم ضحوا من أجل مصر وشعبها وسنضحي من أجلهم حتى الموت، وسنعلن الاستقلال عن مصر عقب الانتهاء من صلاة الجمعة". العربية