شارك عشرات الآلاف من المصريين في مظاهرات احتجاجية في القاهرة وعدد من المدن المصرية، استجابة لدعوة أطلقتها المعارضة لجعل يوم عيد الشرطة يوم غضب للاحتجاج على الفقر والبطالة وما تسميه المعارضة القمع والفساد. وقد استعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع ، لتفريق المتظاهرين، واعتقلت العشرات منهم. وذكر التلفزيون الرسمي المصري أن شرطيا قتل خلال الاحتجاجات في ميدان التحرير، وسط القاهرة. كما قتل متظاهران في محافظة السويس، شمال شرق العاصمة المصرية. وعلى الرغم من سقوط أربعة قتلى وعشرات المصابين في مظاهرات ، أعلن آلاف المتظاهرين أنهم يعتزمون مواصلة الاعتصام في ميدان التحرير وسط القاهرة «حتى تسقط الحكومة»، لكن قوات الأمن قالت إنه لن يسمح للمحتجين بإعادة التجمع. من جانبها ، اتهمت وزارة الداخلية في بيان لها «جماعة الإخوان المسلمين» بالدفع بالآلاف من عناصرها إلى تلك المظاهرات. وقال مصدر أمني في بيان للوزارة إنه «تم السماح بتنظيم الوقفات الاحتجاجية والتي تركزت بمدن القاهرة والجيزة والإسكندرية والغربية، بينما شهدت بعض المحافظات الأخري تجمعات محدودة تراوحت ما بين المائة شخص والألف». وذكر البيان أن قوات الشرطة التزمنت منذ بداية هذا التحرك في حوالي الحادية عشرة صباحاً «بتأمين تلك الوقفات وعدم التعرض لها، الا أنه في حوالي الساعة الثالثة عصراً ، دفعت جماعة الإخوان المحظورة بأعداد كبيرة من عناصرها خاصة بميدان التحرير بالقاهرة ، حيث تجاوز عدد المتجمهرين العشرة آلاف شخص». وناشدت وزارة الداخلية المتجمعين عدم الانسياق وراء «شعارات زائفة» يتبناها متزعمو هذا التحرك والذين يسعون لاستثمار الموقف «في تحد سافر للشرعية» ، داعية إلى ضرورة إنهاء تلك التجمعات تفادياً لتداعيها على نحو «يخل بالأمن العام». كما شهدت مدن الإسكندرية والمحلة والسويس والمنصورة وبورسعيد، اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين، سقط فيها ثلاثة قتلى وعشرات المصابين. وأكدت شركة «تويتر» أن موقعها الذي يقدم خدمات التراسل والاتصال عبر شبكة الإنترنت حجب في مصر. وجرى تسجيل مطالب المحتجين على موقع فيسبوك وتوزيعها في ميدان التحرير في قصاصات من الورق قبل تدخل الشرطة. ومن بين هذه المطالب، دعوة مبارك للتنحي، واستقالة رئيس الوزراء أحمد نظيف، وحل البرلمان، وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وفي إطار رد الفعل الأميركي على المظاهرات، قال البيت الأبيض «يجب أن تكون مصر حساسة أمام تطلعات الشعب» كما دعت وزيرة الخارجية ، هيلاري كلينتون، كافة الأطراف في مصر إلى «ضبط النفس». وقالت كلينتون «إننا ندعم الحق الأساسي في التعبير عن النفس والتجمع لجميع الناس، ونحث جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس وتجنب استخدام العنف» مضيفة «الانطباع لدينا بالولايات المتحدة هو أن الحكومة المصرية مستقرة». وكان المتحدث باسم الخارجية ، فيليب كراولي، قد أكد أن بلاده «تساند الحق الأساسي في التعبير عن الرأي والتجمع لكل الشعوب، ويجب على كل الأطراف أن تتحلى بضبط النفس، وندعو السلطات المصرية إلى التعامل مع هذه الاحتجاجات بشكل سلمي».