بلغة الكرة، لا شك أن أكبر المتفائلين، لم يكن يتوقع أن يحصل أكثر مما حصل أمس أمام منتخب الفراعنة، إقصاء منتظر، وأداء باهت جدا، عرى هشاشة تشكيل المدرب العنيد "وحيد"، الذي دخل في تحدٍ مع الملايين من المغاربة الذين حذروه ومن خلاله حذروا الجامعة من اختياراته الخاطئة، لكنه مع ذلك أصر على مواصلة نهج سياسة "قصوحية الراس" التي استسلمت لها جامعة "لقجع" واصطفت إلى جانبه، وكأن هذا المنتخب يمثلها فقط ولا يمثل الشعب المغربي، والنتيجة ملايين الدراهم تبخرت من أجل حلم طال انتظاره. لكن اليوم، وبعد أن فشل "لقجع" ومن معه في تحقيق جزء من الأهداف التي تم التعاقد عليها، صار من الضروري أن يعترف "لقجع" أولا بفشله الذريع في تدبير هذه المرحلة، رغم كل الامكانيات المادية الهائلة التي وضعت بين يديه وتحت تصرفه الخاص، دون أن تحقق كرة القدم المغربية أي إنجاز قاري أو عربي يذكر، الأمر الذي يفرض بحسب كل المتابعين إخضاعه للتحقيق، تفعيلا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، باعتباره المسؤول الأول عن كل هذه الاخفاقات التي تجرعتها كرة القدم المغربية بكل مرارة، على أن يسارع بتقديم استقالته، وترك الفرصة أمام بروفايل جديد، بوسعه أن يحقق ما فشل "لقجع" في تحقيقه، وهذا أضعف الإيمان. وخلاصة القول ، أن محطة "الكاميرون" كانت كافية لتكشف حقيقة هشاشة واقعنا الكروي، وفشل مسؤولي الجامعة في تدبير أموره، كما أكدت أيضاً أن الكرة لا تسير بالمال والتطبيل الإعلامي، بل إن الظرفية تفرض إحداث زلزال كروي، ينطلق بمحاسبة كل المتسببين في تبذير المال العام دون أي طائل يذكر، واسناد مهمة تدبير شؤون الكرة لأهل الاختصاص، والعارفين بخباياها، فالمال وحده لا يصنع مجداً، مع ضرورة الانصات لنبض الشارع، وقد سبق أن حذر كثير من المغاربة في مناسبات عديدة من هذا السيناريو المؤلم، لكن لا أحد تفاعل أو على الأقل اخذ بعين الاعتبار كل ما قيل.. فكانت النتيجة كارثية، وكان الاقصاء بطعم العلقم، وعلى يد منتخب أزيد من 90٪ من لاعبيه من البطولة المصرية المحلية..لكن شتان بين..وبين..