عمّر كل من عبد السلام أحيزون وفوزي لقجع، على رأس أهم الجامعات الرياضية الوطنية؛ ألعاب القوى وكرة القدم، وذلك منذ سنوات عدة، إلا أن الحصيلة الرقمية تظل متواضعة مع نهاية أي تظاهرة كبرى، كما أن المقارنة توحي بالتراجع، قياسا بعهود سابقة، حين كان التألق يغني عن وضع سؤال ربط المسؤلية بالمحاسبة. خروج المنتخب الوطني من دور ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، مرورا بالتواضع الكروي خلال دورة الألعاب الإفريقية، الأخيرة التي عرت أيضا على المستوى القاري الحالي لألعاب القوى المغربية، قبل أن يشهد العالم على استمرار الموت البطيء لرياضة "أم الألعاب" في موطن هشام الكروج ونوال المتوكل، ملفات أغلقت لتفتح أخرى، مع استمرار المسؤولين فوق كراسيهم المريحة في مقرات أغنى الجامعات الرياضية المغربية. فوزي لقجع.. زمن كرة قدم "المفشوشة" الحصيلة الرقمية لنتائج الوطني الأول، خلال الخمس سنوات الأخيرة، منذ تولي فوزي لقجع، لرئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تعكس معها باقي نتائج الفئات السنية للمنتخبات الوطنية، التي تبقى متواضعة، مقارنة بما قد تم تحقيقه في الأمس القريب. فشلت سياسة الإدارة التقنية الوطنية في إبراز الكرة المغربية، قاريا، ثم دوليا، من خلال التظاهرات الكبرى، حيث تكرر مسلسل الإخفاق مع كل تصفيات لبطولات "الكاف"، مع اعتراف لقجع في جل خرجاته الأخيرة، لكن الأخير ارتأى تغيير أسماء بأخرى ورمى المسؤولية بعيدا عنه. على المستوى "الأولمبي"، وبعد أن شارك المنتخب المغربي في دورة "لندن2012"، عقدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، برئاسة فوزي لقجع، الذي تولى المهمة في أبريل 2014، من أجل تكرار ذات الإنجاز، خلال المحفل الدولي المنعقد كل أربع سنوات، إلا أن الطموح اصطدم بواقع الدور الأول من التصفيات، حين تعثر "الأولمبيون" المغاربة أمام نظرائهم التونسيين، ثم تكرر المشهد، أربع سنوات بعد ذلك، لتكون الكرة الوطنية غائبة عن "طوكيو2020". في العهدة الرئاسية لفوزي لقجع، على رأس أعلى جهاز كروي بالمغرب، غاب أيضا المنتخب الوطني لفئة أقل من 20 سنة، عن الساحة القارية، في امتداد للفشل الذي رافق مرحلة ما بعد مشاركة "الأشبال" في نهائيات كأس العالم 2005 بهولندا وتحقيق المركز الرابع حينها، بعد الحلول رابعا في "كان2005" في البنين، إذ منذئذ والمنافسة القارية تجرى نهائيتها في غياب للمنتخب المغربي. آخر الإخفاقات، تجلى في عدم بلوغ المنتخب المغربي لنهائيات كأس أمم إفريقيا، التي أقيمت في دولة النيجر، في الفترة ما بين 2 و17 فبراير المنصرم، بعد الخروج أمام المنتخب الموريتاني، خلال الدور الأول من التصفيات، في أبريل من السنة الماضية. إلى منتخب الفتيان، الذي تمكن من تحقيق المركز الرابع في نهائيات كأس أمم إفريقيا لأقل من 17سنة، التي جرت بالمغرب، وبلوغ ثمن نهائي نهائيات كأس العالم لنفس الفئة السنية، بدولة الإمارات العربية المتحدة، سنة 2013، قبل أت يغيب الفتيان المغاربة عن الظهور القاري في مناسبتين، منذ تولي فوزي لقجع رئاسة الجامعة، حيث تجرعوا مراراة الإقصاء المبكر من "كان" 2015 و2017، كما كان الغياب عن نهائيات كأس العالم المقبلة المقررة في البرازيل. عبد السلام أحيزون.. القوى المغربية دون "سوفل" اكتفت المشارك المغربية في بطولة العالم لألعاب القوى، التي أقيمت في الدوحة القطرية، بميدالية برونزية يتيمة، حققها العداء المغربي سفيان البقالي في سباق 3000 متر موانع، الأخير الذي أنقذ ماء وجه "القوى" المغربية، كما كان عليه الشأن في الدورة الأخيرة بلندن، حين حصل على الميدالية الفضية. عبد السلام أحيزون، الذي تربع على عرش جامعة ألعاب القوى، سنة 2006، ربط رياضة "أم الألعاب" بانجازات فردية معدودة على رؤوس الأصابع، فظل آخر إنجاز "عالمي" مقبول، مسجلا لدورة "هلسينكي2005"، حيث حقق المغرب ثلاث ميداليات ومركز عاشر، منذئذ لم يعد النشيد الوطني يعزف، سوى في مناسبة واحدة، عندما توج عبد العاطي إيكيدير بذهبية بطولة العالم داخل القاعة، في تركيا سنة 2012. جامعة القوى، وإن كانت تحتفي بميداليات إيكيدير السبع، برونزية أولمبية وست "مونديالية"، مستعرضة إياها ضمن حصيلة 13 سنة، فإنها اليوم تعيش على ومضات البطل سفيان البقالي، حيث تربط نجاحه بنجاح ولاياتها المقبلة، لاسيما أنها اعتادت على ذلك، طيلة السنوات الأخيرة، في ظل تراجع التكوين وغياب الخلف. سباق 1500 متر، الذي ظل تخصصا مغربيا ويحتفظ هشام الكروج، إلى غاية اليوم، بالرقم القياسي العالمي، أضحى يشهد غيابا ملحوظا للأسماء المغربية، لاسيما مع قرب اعتزال عبد العاطي إيكيدير، حتى أن السباقات النهائية لبطولات العالم، لم تعد تعرف حضور اسم من تكوين الإدارة التقنية لجامعة أحيزون، قد يستبشر معه المغاربة خيرا ويرى فيه الأمل المفقود في "عروس السباقات". المسابقات التقنية كما السباقات المتوسطة والطويلة، لم تعد تفرخ أسماء مغربية تنافس على مستوى عال، كما أن قاعدة المشاركات الدولية أضحت تتقلص، سنة تلو الأخرى، فيما تبقى الآمال معلقة على اسم أو اسمين، على أبعد تقدير، لضمان حضور في سباق نهائي أو صعود منصة "البوديوم"، كما هو حال القطبية الحالية "البقالي-عرافي"؛ الثنائي الذي ينافس على الساحة الدولية بشكل منتظم. في سياق مرتبط، أضحى الحضور النسوي شب منعدم عن المنتخب الوطني لألعاب القوى، عكس ما كان عليه الشأن خلال مرحلة "الأوج"، حيث وصل العدد إلى أربعة عداءات فقط، تتقدمهم رباب عرافي؛ منهن لمياء الحبز، عداءة سباق 400 متر حواجز، المحترفة في فرنسا، فيما لا يرقى مستوى كل من مليكة عقاوي وحليمة حشلاف إلى حجم المنافسة في اختصاصي 800و1500 متر.