مرة أخرى نتجرع مرارة الخسارة…مرة أخرى نخرج ونحن ضمن صغار القارة على المستوى الكروي، هذا المشهد الذي أصبح عاديا لدى متتبعي الشأن الكروي في المغرب، وأصبح يعرفه الصغير قبل الكبير، رغم الأوهام الذي صدرتها الجامعة الملكية لكرة القدم برئاسة فوزي لقجع و “عصابتو” لعشاق كرة القدم الوطنية قبل بداية منافسات كأس الأمم الإفريقية، على أن المنتخب سيذهب إلى مصر من أجل جلب اللقب القاري الغائب عن المملكة منذ سنة 1976. فالجامعة برئاسة فوزي لقجع فشلت للمرة الثانية على التوالي في الذهاب بعيدا في المنافسات الإفريقية، رغم البروباغندا الإعلامية التي قادها جيش “مول الكورة” قبل بداية “الكان” على أننا نمتلك فريقا ومدربا عالميا قادرين على التتويج باللقب القاري، لكن التتويج بالألقاب لا يأتي ب”التطبيل” و”التبلحيس”، بل بالعمل الجاد وسياسة كروية احترافية يقودها أهل الاختصاص وليس مدراء الميزانيات في الوزارات. نأخذ على سبيل المثال المنتخب الكرواتي الذي أبدع في مونديال روسيا الأخير، وذهب إلى النهائي، بسياسة كروية احترافية يقودها رئيس اتحاده دافور سوكر، وهو في الأصل نجم الكرة الكرواتية سابقا لعب في ريال مدريد الاسباني وارسنال الإنجليزي، وبعد نهاية مساره الكروي، قام بالترشح لمنصب الرئيس وبفضل مشروعه الاحترافي أنتخب كرئيس للاتحاد الكروي، ونجح في مشروعه ولم يصدر الوهم لشعبه، خصوصا وأنه يعلم أنه سيحاسب إذا ما كانت هناك تلاعبات. فمشكلة المنتخب المغربي لا تكمل في تركيبته البشرية، فنحن نمتلك أفضل اللاعبين في أوروبا، بل في سياسته الكروية الفاشلة والأشخاص القريبين من المعسكرات التدريبية، والأشخاص الذين دائما ما يلمعون صورة رئيس الجامعة، على أنه الشخص الوحيد القادر على حل مشكلة الكرة الوطنية. المغاربة “عاقو وفاقوا” وأصبحوا يطالبون بضرورة محاسبة كل من خولت له نفسه بالتلاعب بمشاعرهم، خصوصا وأن المنتخب صرفت عليه الملايير من الدراهم، من أجل اسعادهم في “الكان” الأخير والمونديال العالمي. فعلى المسؤولين المغاربة تقديم استقالتهم الفورية والإعلان على أنهم فشلوا ومغادرة الجامعة الملكية لكرة القدم بهدوء، مع محاسبتهم على كل “درهم” تما صرفه خارج إطار المنتخبات الوطنية، فنحن نعلم أن السفريات والفنادق الفخمة كانت “سائبة” في عهد ابن مدينة بركان العزيزة. ها نحن نغادر مرة أخرى “الكان” بهزيمة مرة لم يتقبلها الشارع المغربي الذي كان يمني النفس بمشاهدة منتخب قوي قادر على محو الصورة السيئة التي ظهر بها منذ سنوات، وبأموال طائلة صرفت على منتخب لم يقدر على تجاوز الدور ثمن النهائي وأمام خصم ميزانيته صغيرة وبلاعبين شرفوا بلدهم ولعبوا من أجل اسعاد شعبهم.