لا شك أن الخروج المذل للمنتخب الجزائري من نهائيات كأس أمم إفريقيا، سيكون بمثابة "مسمارا آخر يدق في نعش الكابرانات"، خاصة بعد أن استنفذ هذا النظام الفاشل والمستبد كل أساليب "الإلهاء" التي خدر بها عقول الشعب، بهدف صرف انتباهه عن قضاياه الجوهرية المرتبطة أساسا بمعيشه اليومي، وهي القضايا التي كانت سببا في انبعاث "الحراك الشعبي" في أكثر من مناسبة، ولعل الضجة الكبرى التي استنفرت قصر المرادية وكل أركان الجيش الجزائري، لدليل قاطع على أن كل المستفيدين من "كعكة الشعب" كانوا يعقدون آمالا كبيرة جدا على هذا الحدث الكروي القاري من أجل ربح مزيد من الوقت لتحقيق مزيد من المكتسبات الذاتية الخاصة. اليوم، وبعد أبطل "الايفواريون" مفعول "مخدر العسكر" ونجحوا في إخراج "ثعالب الصحراء" من الباب الخلفي ل"الكان"، سيكون "الكابرانات" في مواجهة حقيقية مع الغضب الشعبي، بسبب سلسلة لا حصر لها من المشاكل المؤجلة، من قبيل البطالة والفقر وندرة المواد الأساسية ووو في بلد "بيترولي" تفرض مقدراته المتنوعة من غاز وبترول أن يكون أفضل حال على الأقل من دول الخليج التي لا تملك ما تفيض به أرض الجزائر من خيرات لا حصر لها.
لأجل ما جرى ذكره، أكدت تقارير دولية عديدة، أن سنة 2022 ستكون لا محالة سنة السقوط المدوي لنظام "العسكر" في الجزائر، خاصة بعد تسريب تسجيلات "بونويرة قرميط"، العلبة السوداء للراحل القايد صالح، التي كشف من خلالها فضائح مالية كثيرة لعدد من قادة الجيش، وفي مقدمتهم الفريق "السعيد شنقريحة"، الأمر الذي جعل الصورة أكثر وضوحا لدى الشارع الجزائري وفهم بشكل جلي أن عدوه الأول والأخير هم قادة العسكر الذين استنزفوا خيرات البلاد بلا رحمة ولسنوات طوال.