في خطوة مفضوحة وغريبة، أقدم جنرالات الجزائر على إقحام المملكة المغربية، في شؤون بلادهم الداخلية. وفي محاولة مكشوفة منهم لإلهاء مواطنيهم، عن التقرير الأسود الذي أصدره "البنك الدولي" حديثا حول قتامة وخطورة الأوضاع المالية، الاقتصادية، والاجتماعية بالجزائر، ألقى كابرانات قصر المرداية باللوم على المغرب، البعيد كل البعد عن الأوضاع الداخلية للجارة الشرقية. فبشكل مضحك، قال النظام الحاكم في الجزائر، إن تقرير البنك الدولي المذكور جاء بإيعاز من أعداء الجزائر، في إشارة واضحة إلى الجار الغربي...هنا لنفترض جدلا أن ما نشرته الطغمة الحاكمة في الجزائر صحيح، فهو من وجهة نظرنا اعتراف ضمني ولا شبهة فيه بقوة المملكة التي أصبحت تتحكم حتى في تقارير أعتى المنظمات المالية الدولية وأقدمها...؟ بل إن الكابرانات، وبدون خجل، ذكروا المغرب بالحرف، وأعلنوا أن مؤسسة البنك الدولي العالمية، لن تستطيع نشر الأرقام الحقيقية للفقر بالمغرب (فهم تسطا)...، نعتذر للقارئ عن استعمال لهجتنا الدارجة للتعبير هنا. وزيادة في غيهم، قال حكام الجارة الشرقية، إن البنك العالمي قد أشار الى الفقر في الجزائر، في الوقت الذي تغاضى فيه عن وضعية الهشاشة المأساوية وحتى الخطيرة والمدمرة السائدة في بلد مجاور من الجهة الغربية...لا حول ولا قوة إلا بالله. فهل ستتحول المملكة المغربية في المستقبل القريب، إلى متحكم جبار في مصائر وأقدار الجزائريين، حسب منطقهم، فحتى البراكين، الفيضانات، والكوارث سيتحكم فيها المغرب مستقبلا، ويوجهها نحو الجزائر... قبل الاستمرار، أود أن أعترف أنني كنت دائما أنادي بسمو النقاش مع النظام الجزائري، وكنت أعاتب وألوم أصدقائي خصوصا منهم بعض الأساتذة الجامعيين والإعلاميين، على النزول إلى مستوى حكام الجزائر...لكن "الله غالب زادو فيه"... مناسبة هذه الزوبعة التي أقدمت عليها الطغمة الحاكمة بالجزائر، هي أن البنك الدولي الذي سبق وانتقد بشدة المغرب في سنوات مضت، أصدر تقريره السنوي، تنبأ فيه بحدوث زلزال في الجزائر بسبب الفقر الذي يعتريها. وانتقد التقرير المشار إليه بشدة، الأوضاع المالية، الاقتصادية، الاجتماعية بالجارة الشرقية، وأشار إلى ما وصفها بالهشاشة الخطيرة التي تعيش في ظلها الساكنة الجزائرية بسبب الفقر المذقع الذي يعتريها... وساق تقرير المؤسسة الدولية، أرقاما صادمة ومخيفة عن الأوضاع بالجزائر، داعيا حكامها إلى ضرورة اتخاذ تدابير إصلاحية عاجلة قبل فوات الأوان. من جهتها، وعوض أن تحلل التقرير الدولي بتأني وتحاول رأب الصدع، انتقلت الطبقة الحاكمة ومخابراتها بالجزائر إلى الهجوم على البنك الدولي واتهامه بالحياد عن مهامه وزعزعة استقرار البلد... كما اتهمته، باختراع الأرقام التي أوردها في تقريره، عوض أن تحاول الرد بأرقام ومعطيات مضادة، فالمغاربة حكما وشعبا يتمنون الخير والرفاه للشعب الجزائري، ومتيقنون أن وحدة البلدين كفيلة بالقفز بهما إلى مصاف الدول الكبيرة والمتقدمة، وهو الأمر الذي ما فتئ ينادي به عاهل البلاد في عديد خطبه التي كانت فقرات منها موجهة إلى الجزائريين.