في سياق الحملة المسعورة التي يشنها نظام عسكر الحاكم في الجزائر ضد المغرب، بتسخير أبواقه المأجورة لبث سموم أحقاده وأكاذيبه المفضوحة، اعتبر كثير من مغاربة الفيسبوك، أن كل المساعي التي بذلها المغرب في مناسبات عدة من أجل لم الشمل وتذليل الخلافات مع الجارة الشرقية، لم تعد تجدي نفعا، بعد أن نجح "كابرانات" العسكر عبر أبواقهم الإعلامية في غسل دماغ فئات عريضة من الشعب الجزائري، وشحنها بأفكار ومعطيات وهمية، لا تستند إلى أي شرعية تاريخية أو حتى واقعية. المغرب عدو حقيقي للجزائر.. عبارة أضحت من المقدسات لدى شريحة عريضة من الشعب الجزائري المغرر به، حيث لا مجال لمناقشة هذه "الأطروحة" أو حتى إخضاعها لسلطة التاريخ والجغرافيا… ما يعني أن "المغاربة" بسعيهم المستمر نحو طي كل الخلافات السابقة "غير كيخويو الما في الرملة"، بعد أن أحكم العسكر قبضتهم على عقول الجزائريين. وفي مقابل ذلك، ماذا سيخسر المغرب إذا ما أغلق كل قنوات الحوار مع الجار الحقود؟ طبعا لا شيء، لان حجم الفوارق الاقتصادية والسياحية والاجتماعية ووو بين البلدين تبقى شاسعة جدا ولا مجال لوضع أي مقارنات كيفما كانت، رغم أن المغرب يصبو دائما إلى بناء اتحاد مغاربي بإمكانه أن يصبح قوة إقليمية عالمية، لما تزخر به المنطقة من خيرات متنوعة، قادر أن تجعل كل شعوبها يعيشون في الرخاء والرفاهية، وهي المساعي التي يرفضها النظام الجزائري ويسعى بكل السبل الشرعية منها وغير الشرعية نحو تعطيلها، حتى يتسنى له استغلال خيرات الجزائر لوحده، في مقابل تهميش وتفقير شعبه.
واعتبارا لكل ما جرى ذكره، وبعد فشل كل المساعي التي أطلقها المغرب بقيادة جلالة الملك، اعتبر مغاربة الفيسبوك أن أفضل وأرقى طريقة للرد على الحملات المسعورة للجارة الشرقية هي "النخال" و"العمل في صمت"، وتفادي الدخول في أي جدال أو مشاحنات مع الطرف الآخر ولو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عملا بالمقولة التي تقول إن "خير جواب للسفيه إذا نطق هو الصمت".