يعتبر يوليان ناغلسمان المدرب الجديد لفريق بايرن ميونيخ لكرة القدم من أبرز المواهب الأوروبية في مجال التدريب. فقد تمكن المدرب الشاب (33 عاما) من أخذ مكان بين أفضل المدربين على الساحة الأوروبية بعد قيادته لفريق هوفنهايم لمسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) والوصول مع فريقه الحالي لايبزيغ إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي. وبخلاف سلفه هانزي فليك الذي كان يبدو "خجولا ومتحفظا" خلال لقاءاته مع وسائل الإعلام، يبدو أن ناغلسمان يستمتع بأضواء الإعلام المسلطة عليه، حيث غالبا ما يبدو منتشياً بالاهتمام الإعلامي الذي يحظى به، وهو ما يظهر من خلال مزاحه مع الصحفيين وكذلك تصريحاته الخارجة عن المألوف والتي غالبا ما تحظى بتجاوب كبير على منصات وسائل التواصل الاجتماعي. ولعل هذه الصفات الذاتية التي تتميز بها شخصية ناغسلمان قد تساعد المدرب الشاب في الانسجام مع محيطه الجديد، وكذلك في مواجهة التحديات التي تنتظره في مهمته الجديدة التي لن تكون كسابقاتها بحكم ضغط النجاح الذي يرزح تحته العملاق البافاري سواء محليا أو قاريا، خاصة بعد الفترة الناجحة للمدرب فليك. يصنف ناغلسمان في الدوري الألماني في خانة المدربين الذين لهم فلسفة خاصة. ويظهر ذلك من خلال التطور في الأداء لكل الفرق التي أشرف على إدارتها الفنية. ويعرف ناغلسمان بأفكار وتصورات محددة ينتظر من لاعبيه تنفيذها بحذافيرها، وفي حال ما رأى بعض التهاون منهم، فإنه لا يتوانى في إصدار أوامر حاسمة بصوت عال من كرسي البدلاء. حضور ناغلسمان وتحركاته في لايبزيغ تجعل منه في بعض الأحيان "نجم الفريق الحقيقي"، وهو ما قد يكون له آثار عكسية في فريق يعج بالنجوم ومثقل بالألقاب مثل بايرن ميونيخ. فهناك من يتوقع بعض المشاحنات بين بعض لاعبي بايرن ميونيخ المخضرمين ومدربهم الجديد الذي يتميز بثقة وافرة في النفس يعتقد البعض أنها غرور، كما يقول ناغلسمان نفسه في أحد حواراته مع موقع "بوندسليغا. كوم" العام الماضي. ويقول ناغلسمان "لقد طورت نفسي وتساءلت بشكل نقدي عن تأثيري على الآخرين". وتابع المدرب الشاب "يعتقد البعض ممن لا يعرفني أنني مغرور، لكن هذا التصور يتغير لديهم عندما يعرفونني عن قرب". على ناغلسمان التأقلم مع محيطه الجديد. فإذا نجح في ذلك، فإنه سيكون على موعد مع مرحلة نجاح مهني جديدة، أما إذا دخل في معركة لتكسير العظام مع نجوم البافاري، فإن مهمته في ميونيخ قد تنتهي قبل أن تبدأ.