..مقارنة مع الماضي القريب تغيرت عدة اشياء من عادات وتقاليد وحتى طريقة عيشنا، وهذا راجع طبعاً لعدة عوامل و متغيرات ناتجة عن نمط العيش ودخول ثقافات أجنبية بفعل الانفتاح على العالم، فمنها من اخترناها وأخرى فرضت علينا لأسباب عديدة، وعلى سبيل الذكر السكن في الملك المشترك وهو اسم على مسمى، اذ الكل فيه مشترك حتى ما نعتقد انه ملكنا و داخل عقر دارنا، فان جزء كبير منه مشترك، كالاسلاك والمجاري المائية والاسوار وقنوات التهوية و العديد من المرافق وغيرها.
حتى اننا لا نملك الحق في رفع مستوى صوت التلفاز او ترك الاطفال يلعبون على هواهم ليلا، او السماح لانفسنا بإشعال سجارة وسط العمارة، اذ ان الهواء حتى هو مشترك ومن حق الجيران واطفالهم اشتنشاقه نقيا خالي من التلوث.
واذ كان الامر كذلك في ماهو في داخل شقتنا فكيف لنا بما هو خارجها كساحة مدخل العمارة، او سطحها او مابين طبقاتها وواجهاتها! والغريب في الأمر والذي يحُز في النفس كيف يجرؤ الفرد من سكان العمارة ان يتصرف بأنانية وبدون ضمير ويقيس الأمر على هواه ويفعل ما يحلوا له، ويعطي لنفسه الحق ليقتطع لنفسه مكانا او يحيطه بسياج ويسميه بإسمه، او يكتب عليه خاص بفلان او خاص بالشقة رقم كذا. ومنهم من يكدس واجهة العمارة بأغراض لا فائدة منها، او يعتمها بعدد هائل من القارورات البلاستيكية على شكل مزهريات شَكلت في عدم تجانسها صورة على هيئة مطرح للنفايات . ويذهب الآخر الى نشر ملابسه الداخلية و أغطيته في وجه العموم عند المدخل الرئيسي...
ومن هذآ وذاك تُخلق انواع من الحقد و الكراهية و المشاحنة والضغينة بين الجيران، مما يؤثر على راحة الفرد و الاسرة داخل العمارة، وبذلك يغيب مفهوم الجار نهائيا.
وعلاوة على ما سبق علينا ان نربي أنفسنا اولا ليتعلم منا ابنائنا، ونوصل الرسالة الى أهل بيوتنا، اذ_هن_المدرسة_الأولى في الأدب والأخلاق، كما يجب علينا قبل فعل اي شيء له علاقة بالعمارة التذكر اننا نعيش في ملك مشترك، وليس لاي احد الحق في امتلاك او خوصصة او اخذ او تشويه او تلويث كل ما هو مشترك، وان نرتدع بدافع حق الجار على جاره تقيدا بديننا الاسلامي الحنيف، وان كان رادع قانون الملكية المشتركة للعقارات المبنية 18.00 واضح ومعجل التنفيد.
وأخيرا ندعو الله سبحانه ان يرزق كل واحد منا سكن حر، والى ان يستجيب الله دعائنا نحن مجبرون على احترام بعضنا البعض والتحلي بروح التعاون والابتعاد نهائيا عن الأنانية، كما اننا نراهن على وعي و حسن الخلق للساكنة للدفع بعجلة التنمية الى الأمام، وتحقيق السلم والأمان والاستقرار النفسي والروحي وباقي الأهداف المنشودة...