لايتبادر إلى دهنك أيها القارئ الكريم أن المبحوث عنه طفل انفلت من يد أمه في الشارع العام. أو هو فاقد للأهلية خرج من البيت في غفلة من أهله. أو شخص اقترف جريمة جعلته يختفي ويغيب عن الأنظار حتى لايقع في يد العدالة . أو غني انقلب به الحال وأصبح معوزا وفقيرا و لم يعد يجد ما يسد به الرمق فخرج تحت جنح الظلام متسولا طلبا للرزق من المحسنين. بل المبحوث عنه هو شخصية نافدة ومن العيار الثقيل. بالأمس القريب. كانت صوره تملا الشوارع والأزقة وكان سماسرة الانتخابات يقيمون له الحلقات وكان يتجول مترجلا ويكلم حتى ابسط الناس. ويدق الأبواب. ويسمع الكلام النابي والمستفز ولا يرد عليه. وما أن فاز باغتصاب أصوات من ظللهم حتى غاب عن الأنظار
ولم يعد يظهر حتى في الدورات البرلمانية على شاشة التلفزيون. لأنه يعلم أن القنوات المغربية لم يعد يفتحها احد. وان برامجها وما يقال في نشراتها فاقدة للمصداقية. ويا ليت مبحوتنا بقي برلمانيا فحسب . بل منهم من استوزروا صبح يشكل داخل منظومته رقما صعبا في المعادلة السياسية إقليميا وجهوياووطنيا. وأصبح مرتزقة السياسة يطلبون وده ويتملقون له للفوز ببعض ما يزيد عن حاجة عائلته وحوارييه. له ولأمثاله ومن على شاكلته نقول تمتع بمنصبك وعش حياتك ونم مطمئن البال. ولن يحاسبك احد.لان من أعطوك أصواتهم كانوا ولازالوا وسيبقون سذجا مغفلين. وإلا لكانوا اخذوا العبرة من الدين خدعوهم قبلك .وكما يقول المثل الشعبي بقدر ما يوجد الحوت في البحر بقدر ما يوجد المغفلون في البر. ولكانوا فهموا المقولة الشهيرة لمارك ثوين حين قال . لو كانت الانتخابات تأتي بالتغيير لما سمحوا لنا بها. وهده المقولة تطبق بحداقيرها في الدول العربية والاسلاموية وكل دول العالم الثالث .وفي نظري المتواضع انه ما دام ليس هناك قانون يجرم وينزل أقصى العقوبات على المرشح الذي اغتصب أصوات البسطاء والسماسرة والشناقة ولم ينجز على ارض الواقع البرنامج الذي تشدق به كتابة وشفهيا. ولم يعتذر ويقدم استقالته في مدة أقصاها سنة. وان لم يفعل يجب متابعته قضائيا. كما يجب حل الحزب الذي زكاه إن لم يقم بطرده والتبرؤ منه.وما دام هدا الوضع الشاذ هو سيد الموقف والمرشح الفائز يتوارى عن الأنظار. ولا يحضر حتى الجلسات الرسمية. فان الانتخابات تبقى مهزلة وهرطقة ومسخرة ولا خير في من لا زال يجري نحو السراب يحسبه ماء ليروي ضماه حتى ادا جاءه لم يجد شيئا ويكتوي بحرارة الفقر والبؤس والجهل وكل أنواع الموت الرحيم. عوض ما وعده به من صدقهم للمرة الثانية والثالثة وباليتها تكون الأخيرة ويكون قد فاته القطار. وتتعداه المصائب إلى النخبة التي لم تجد قلوبا واعية وأدانا صاغية . والى الأبناء والأحفاد الدين لا ذنب لهم ألا أنهم خلقوا في مستنقع تنشط فيه الطفيليات والمكروبات وكل الأمراض المستعصية عن الفهم وبالأحرى العلاج