شكّكت الصحف الألمانية في إمكانية بقاء مدرب منتخب كرة القدم يواخيم لوف في موقعه، الذي يشغله منذ عام 2006، بعد الخسارة التاريخية، مساء الثلاثاء (17 نوفمبر 2020)، أمام إسبانيا بسداسية نظيفة في دوري الأمم الأوروبية. إنها الهزيمة الأثقل للمانشافت منذ المباراة الودية التي خسرتها ألمانيا ضد النمسا، بذات النتيجة، وذلك في عام 1931. وكتبت صحيفة بيلد: "قبل سبعة أشهر فقط من كأس أوروبا، يتعيّن على الاتحاد الألماني لكرة القدم الإجابة على هذا السؤال: هل يواخيم لوف هو الرجل المناسب لهذه البطولة؟ هل يمكننا الوثوق به لوضع الفريق على سكة النجاح في كأس أوروبا؟". أما موقع شبيغل فانتقد أداء نجم الوسط توني كروس وتساءل: "هل لعب كروس حقاً؟ ... اللاعب المؤثر توني كروس كان غير مرئي في الملعب. أما المدافع نيكلاس زوله فكان من الأفضل له أن يستمع لركبته (في إشارة إلى إصابته السابقة)". فيما أسِف موقع "شبورت 1" من "الفرص النادرة التي حصلت عليها ألمانيا في الدقائق التسعين في إشبيلية. هناك شاهد لوف تقطع أوصال تشكيلته المفترض أن تكون قوية". وتوقّع موقع "اكسبرس" أن "تكون لفضيحة إشبيلية تداعيات". وعلق الموقع على تصريح للمدرب لوف، حيث قال: "هل لا يزال يواخيم لوف المدرب المناسب للمنتخب الوطني؟ أجاب بعد المباراة: هل يجب أن أبحث عن وظيفة جديدة؟ لا يجب طرح هذه السؤال عليّ أنا". وبالنبرة ذاتها، كتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الواسعة الانتشار: "جاءت هذه المباراة مع إسبانيا لتؤجج نقاشاً أطلقه أوليفر بيرهوف (مدير المنتخب) حول موضوع: كم بقي من الوقت مع يواخيم لوف؟". ومباشرة على قناة "آ.ر.د" الناقلة للمباراة، لم يتضامن قائد الوسط السابق باستيان شفاينشتايغر مع مدربه السابق الذي تمتع معه بعلاقة طيبة. ولم يخفِ رغبته بعودة الثلاثي توماس مولر وجيروم بواتينغ وماتس هوملس، الذين استبعدهم لوف بعد خيبة الخروج من الدور الأول في مونديال 2018. وقال "شفايني"، المتوج مع لوف بلقب مونديال 2014: "هذا منتخب ألمانيا، يجب أن يجمع أفضل اللاعبين. للمدرب رأيه، لكن أنا أختلف معه. في مباريات مماثلة تحديداً، افتقدنا للاعبين قادرين على التواصل والضرب على الطاولة". آراء نقدية مماثلة عبرت عنها وسائل الإعلام الالمانية، على غرار "تاغيتسايتنوغ" في ميونيخ "استسلمت تشكيلة لوف وتلقت خسارة تاريخية أمام إسبانيا المذهلة". المدرب لوف حاول شرح ما حصل لفريقه "لم ننجح بشيء: لغة الجسد، الشراسة، الانخراط في المواجهات الثنائية، لم نشاهد أيا من ذلك على أرض الملعب". وكرر يوغي لوف الدفاع عن قرار استبعاده الجناح مولر والمدافعين بواتنغ وهوملس الذين يتألقون مع بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند هذا الموسم، بالقول: "قلنا إننا نثق بلاعبينا، كنا على المسار الصحيح، برغم أننا كنا الليلة بعيدين عما نطمح إليه". ولم يتأخر اللاعب المعتزل مسعود أوزيل، بعد شعوره بأنه كبش فداء لمسيرة المنتخب السيئة في المونديال الماضي، في توجيه النقد لإدارة لوف، فغرّد على تويتر "حان الوقت لإعادة جيروم بواتنغ". ووسط تساؤلات حول إقالة لوف الذي يفتقد لمساعده السابق هانزي فليك (بين 2006 و2014) مدرب بايرن الحالي، قال بيرهوف مدير المنتخب حول بقائه في كأس أوروبا "بالطبع نعم. لا تغيّر هذه المباراة شيئاً. لا نزال نثق بيواخيم لوف، لا شك حول ذلك". وحتى قبل أسابيع من هذا اللقاء أثارت صحف ألمانية موضوع البحث عن بديل ليوغي لوف. وتطرقت لعدة أسماء يمكن أن تخلفه. اهتمام عالمي الاهتمام بهذه النتيجة التاريخية تجاوز حدود ألمانيا وإسبانيا. الصحف البريطانية اهتمت بهذه "الصدمة" لألمانيا، فكتبت الغارديان: "نعم، ستة أهداف في مرمى ألمانيا. كان ذلك تاريخياً... منتخب يواخيم لوف لم يتعرض فقط لخسارته الأولى منذ 13 مباراة، وإنما تم سحقه". وعلقت صحيفة "صن": "كانت ليلة ساخنة للألمان. قبل المباراة كانوا يحتلون صدارة المجموعة. المباراة حسمت في الشوط الأول، ولكن ذلك لم يمنع الإسبان من من تسجيل ثلاثة أهداف إضافية في الشوط الثاني. التدمير الإسباني سيبقى عالقا لفترة طويلة في ذهن المانشافت". وكذلك علق موقع ESPN الرياضي الأمريكي بالقول: منذ الفوز الساحق لألمانيا على البرازيل في نصف نهائي مونديال 2014، وأداء ألمانيا في تراجع مستمر. الأهداف الثلاثة التي تلقتها في الشوط الأول (أمام إسبانيا) تغطي الحقيقة أن ألمانيا كان يجب أن تتلقى أهدافاً أكثر".