تزامناً والممارسات التي تنهجها جبهة البوليساريو الانفصالية بالنقطة الحدودية الكركرات، والشبيهة بعصابات قطاع الطرق، سعياً منها لابتزاز المغرب والمجتمع الدولي ومحاولة إثباث مكانتها الضعيفة والمتلاشية، يواصل المغرب على أرض الواقع وبقلب الصحراء المغربية، تحقيق انتصاراته الدبلوماسية والسياسية، من خلال افتتاح ثلاث قنصليات لثلاث دول إفريقية دفعة واحدة بمدينة الداخلة جوهرة الصحراء المغربية. عكس الجبهة الانفصالية وقياداتها، يتصرف المغرب دائماً ويستغل الوقت والمكان المناسبين، لتوجيه صفعات قوية لجبهة البوليساريو، سياسياً ودبلوماسياً، في المقابل جماعة المرتزقة يمارسون بلطجيتهم وأعمالهم الإجرامية بالمعبر الحدودي الكركرات جنوب مدينة الداخلة. طيلة الأيام الماضية التي تحاول فيها الجبهة وصانعتها الجزائر، الضغط على المغرب والمنتظم الدولي، من خلال عرقلة حركة المرور بالمعبر الحدودي الكركرات وخلق جو من التوتر، في انتظار رد مغربي عسكري لاستغلال الوضع أمام المجتمع الدولي، إلا أن آمال الانفصاليين تحطمت وأصابت حكامهم بالجزائر بخيبة أمل كبيرة، إثر الرد المغربي الدبلوماسي والسياسي القوي، والذي بني على استراتيجية واضحة ومدروسة. فالمنتظم الدولي، أصبح شاهدا الآن على مواقف الرباط في مواجهة استفزازات الجبهة الانفصالية، والتي تبرهن على جدية التعاطي المغربي مع ملف الصحراء المغربية، وسعياً منها لتحقيق السلام بالمنطقة، حتى يعيش الصحراويون فيما بينهم بسلام وازدهار فوق الأراضي المغربية. شتان بين عصابة تجنّد وتستغل عشرات من المحتجزين الصحراويين بمخيمات تندوف والدفع بهم إلى منطقة النار، معرضين حياتهم للخطر، وبين دولة ذات ثقل سياسي ودبلوماسي واقتصادي كبير تتعامل مع مثل هكذا أوضاع بدهاء ودبلوماسية ناجحة.