بعد قرابة ثلاثة أشهر من الحجر الصحي ، ينتظر سكان شلالات أوزود بفارغ الصبر قدوم زوار جدد من جهة بني ملال - خنيفرة والجهات الأخرى التي صنفتها السلطات الحكومية ضمن المنطقة الأولى المستفيدة من تخفيف الحجر الصحي، بعد التوقف الصعب للأنشطة السياحية عقب انتشار كوفيد19. وبالنظر لحالتها الوبائية المتحكم فيها ، يتوقع المستثمرون السياحيون وأرباب الفنادق والمرشدون السياحيون وكذا ساكنة هذه الشلالات الأثيرة التابعة لجماعة آيت تاكلا ، انطلاقة جديدة وانتعاشا تدريجيا للسياحة الداخلية التي عرفت انتكاسة بعد تفشي الوباء باقليم أزيلال ، وذلك مع بداية موسم صيفي ينعش الآمال في انطلاقة جديدة لقطاع السياحة بأوزود. ويأمل سكان إقليمأزيلال في أن يساهم رفع الحجر الصحي بالكامل ومعه القيود ذات الصلة المفروضة على حركة النقل بين الأقاليم، في تدفقات هامة للسياح الداخليين لاكتشاف ما يكتنزه إقليمهم من طبيعة خلابة ومواقع جذب هامة، اعتبارا لكون السياحة الخارجية ستنتظر لبعض الوقت بالنظر لاستمرار توقف حركة الطيران العالمي. وتقع شلالات أوزود في قلب الأطلس المتوسط على بعد 35 كلم من أزيلال و80 كم عن مدينة بني ملال. وهي منابيع مياه عذبة متدفقة على علو، يفوق ال 100 متر في مجرى يصب في وادي العبيد أحد أهم الأنهار المغربية الذي يقع عليه سد بين الويدان ويعد أيضا رافدا لنهر أم الربيع. تعد المنطقة وجهة سياحية طبيعية عالمية خاصة لهواة السياحة الجبلية ، كما تتميز بتنوع نباتي وحيواني حيث أشجار البلوط والصفصاف والبساتين المثمرة من الرمان واللوز والتين والتفاح والليمون وأنواع شتى من الطيور الموسمية والزواحف والقردة. وتقع شلالات أوزود ضمن نطاق جغرافي هائل بإمكانياته الطبيعية لهواة السياحة الجبلية وفي منطقة جذب كبرى تستهوي عشرات الآلاف من الزوار سنويا، ضمنها تقع بحيرة بين الويدان والمنتزه الطبيعي مكون الذي سيصبح بعد افتتاح متحفه الطبيعي الواقع بأزيلال أيقونة ثقافية كبرى في المنطقة. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أوضح محمد أولمير رئيس جماعة آيت تاكالا أن هذه الجماعة تتوفر على مواقع سياحية مهمة مثل شلالات أوزود وزاوية تناغملت، مما أهلها لأن تصبح قطبا سياحيا جهويا بامتياز. وأبرز أن تدابير الحجر الصحي أثرت بشكل واضح على قطاع السياحة بهذه الجماعة بسبب تقييد التنقل خلال هذه الفترة، مشيرا في نفس الوقت إلى أهمية هذا الحجر في إنقاذ الأرواح البشرية والحفاظ على المواطنين بفضل جهود السلطات الحكومية. من جانبه أوضح عبد الرحمن عجيل ، وهو مستثمر سياحي بالمنطقة ، أن إعطاء انطلاقة جديدة للسياحة يعتمد على إنعاش السياحة الداخلية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن تطوير قطاع السياحة بهذا الإقليم يعتمد في جزء منه على شلالات "أوزود" التي تعد إحدى أكثر المواقع السياحية الزاخرة بمؤهلات طبيعية وبيئية ومعمارية وثقافية. ومن هذا المنطلق تشكل السياحة المحلية رهانا أساسيا بعد ثلاثة أشهر من الحجر الصحي ووقف الأنشطة السياحية وإغلاق دور الضيافة والفنادق الكبيرة بالجهة. وهذا وقد دعا المجلس الجهوي للسياحة لبني ملالخنيفرة إلى وضع استراتيجية مبتكرة لتطوير السياحة الداخلية، مع الحرص على طمأنة السياح المحليين من خلال تنفيذ مختلف تدابير الوقاية والنظافة والأمن الصحي بشكل صارم في مختلف المناطق ذات الجذب السياحي. وقال رئيس المجلس الجهوي للسياحة لبني ملالخنيفرة يونس العراقي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الجهة بموقعها الاستراتيجي على المحور السياحي الرئيسي لفاس - مراكش - الدارالبيضاء ، ولكن أيضا بقربها من جبال الأطلس ومكنوناتها الهائلة من المواقع الطبيعية والتاريخية، لديها مؤهلات رئيسية لتطوير الأنشطة السياحية بعد انتهاء فترة الحجر الصحي وبالتالي استقبال السياح المحليين في ظروف جيدة مريحة. وشدد على أهمية أن يقوم المغاربة الذين سيخرجون قريبا من حجر صحي طويل استغرق شهورا باكتشاف مؤهلات بلادهم، علما أن السياحة الدولية التي لا تزال مغلقة بسبب الأزمة الصحية مقبلة على مشاكل جراء ذلك فالحدود لن تفتح بالكامل ، وتلك التي ستفتح ستضع قيودا صحية مهمة، وبالتالي فهناك ثمة حاجة لتركيز نشاطنا على السياحة الداخلية.