تشير دراسة حديثة أجريت مؤخراً في جامعة بريغهام يونغ بولاية يوتا الأمريكية، إلى أن شرب الحليب الخالي من الدسم قد يبطئ شيخوخة الحمض النووي لدى الإنسان بشكل ملحوظ. وقد أجريت الدراسة على ما يقرب من 6000 شخص، قام العلماء خلالها بتحليل جينات المشاركين اعتماداً على نوع الحليب الذي يتناولونه. ويشير الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يشربون الحليب الذي يحتوي على 0.3% من الدسم، قد يحافظون على شبابهم لفترة أطول من الأشخاص الذين يتناولون الحليب الذي يحتوي على 3.6% من الدسم. ويعتقد العلماء الذين قاموا بالدراسة بأن الدهون المشبعة في الحليب تضع ضغطاً كبيراً على الخلايا، وتساهم في موت الأنسجة في الجسم، مما يساهم في تسريع الشيخوخة. وقال رئيس الدراسة البروفيسور لاري تاكر "لقد لاحظنا فرقاً واسعاً بين جينات الأشخاص الذين يتناولون الحليب خالي الدسم، وأولئك الذين يتناولون الحليب الذي يحتوي على نسبة من الدسم. وفقاً لنتائج دراستنا، أنصح بتناول الحليب خالي الدسم لتجنب الشيخوخة المبكرة". وقد درس العلماء العمر البيولوجي للمشاركين، ومدى الضرر المتراكم في مختلف خلايا وأنسجة الجسم، عبر قياس طول التيلوميرات، وهي هياكل صغيرة موجودة في نهايات الكروموسومات التي تحمل الحمض النووي. مع تقدمنا في العمر، تصبح هذه التيلوميرات أقصر، ويصبح الحمض النووي لدينا غير مستقر وتتناقص قدرته على إنتاج أنسجة شابة صحية. وعلى الرغم من أن العمر الفعلي هو العامل الرئيسي في حساب طول التيلوميرات، فإن عوامل نمط الحياة الأخرى يمكن أن تلحق الضرر بها وتقلل من طولها. على سبيل المثال، سيكون للمدخن تيلوميرات أقصر من غير المدخن لأن السموم الموجودة في السجائر تسبب تلفاً خلوياً. وأظهرت نتائج الدراسة، بأنه مقابل كل زيادة بنسبة 1% في الدهون المستهلكة من الحليب، تصبح التيلوميرات أقصر ب 69 زوجاً أساسياً، مما يعني بأن الشيخوخة تصبح أسرع بمقدار أربع سنوات. كما أظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في دورية الطب المؤكسد وطول العمر الخلوي، بأن الأشخاص الذين لا يتناولون الحليب قد يعيشون لفترة أطول مقارنة مع الأشخاص الذين يتناولون الحليب خالي الدسم، بحسب ما نقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية.