يبدو أن ساكنة البيضاء كُتبت عليها المعاناة مع حافلات النقل الحضري، فأياما قليلة فقط على الترويج لما سُمي حينها بصفقة القرن، والتي سَوَّق لها مدبرو الشأن المحلي البيضاوي بقيادة حزب العدالة والتنمية، متحدثين عن إقتناء 700 حافلة جديدة مناصفة بين مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضا" والشركة المستفيدة من الصفقة، حيث خرج عبد الصمد حيكر، نائب عمدة الدارالبيضاء، في تصريح صحفي مؤخرا موزعا الوعود: "نريد تحسين ظروف تنقل المواطنين في انتظار وصول الأسطول الجديد..." مضيفا "مهما كان الأمر مكلفا، بالنسبة لنا يجب إنهاء معاناة المواطنين في مجال النقل". وهي أولوية يبدو أنها لم تعد كذلك خصوصا بعد إعلان إخوان العثماني في مؤسسة التعاون بين الجماعات “البيضا”، إلغاء صفقة اقتناء 700 حافلة جديدة للنقل الحضري، و استبدالها بالمقابل ب “طوبيسات” قديمة من سوق الخردة الإيطالية، متذرعين بكون العروض المقدمة كانت مبالغا فيها بالنسبة إلى شطرين من الصفقة، ومعتبرين أن الميزانية المرصودة بالنسبة إلى الشطر الثالث مرتفعة، وأنه سيكون على البيضاويين مواصلة التعايش مع حافلات “نقل المدينة” المتهالكة، علما أن الصفقة قد أُعلن في وقت سابق عن فوز شركة "ألزا" الإسبانية بها، وهي التي تدبر النقل الحضري بمراكش وأكادير والرباط وسلا، إذ شرعت فعليا في تدبير نقل البيضاويين مباشرة بعد توقف الشركة السابقة خصوصا وأن القطاع دخل حينها في أزمة خانقة كانت تنذر بانفجار.