اختتمت اليوم الاثنين بالدار البيضاء، الدورة التكوينية الثانية للتعاون الثلاثي بين المغرب وكوريا الجنوبية وإفريقيا، والتي نظمت ما بين 7 و 14 أكتوبر الجاري حول سياسات واستراتيجيات التكوين المهني لفائدة صناع قرار بعدد من البلدان الإفريقية . وتأتي هذه المبادرة، التي نظمها المغرب وكوريا الجنوبية بموجب مذكرة التفاهم بين الوكالة الكورية للتعاون الدولي ومعهد التكوين في مهن صناعة السيارات بالدار البيضاء، بعد الدورة التكوينية السابقة في نونبر 2018 بكوريا الجنوبية، والتي منحت للمشاركين الفرصة للتعرف على أفضل الممارسات خاصة في مجال الشراكة بين القطاعين العام والخاص في ميدان التكوين المهني لا سيما في قطاع السيارات. وأبرز الكاتب العام لقطاع التكوين المهني، السيد عرفات عثمون، في كلة بالمناسبة، أن التعاون الثلاثي بين كل من المغرب وكرويا الجنوبية وإفريقيا يندرج في إطار تفعيل إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس المتعلقة بالاستراتيجيات والسياسات ، التي قوامها الثقة في قدرة القارة الإفريقية على رفع تحديات تنميتها بفضل مواردها الخالصة والتعاون المثمر بين بلدان القارة . وأضاف أن هذه الإرادة الملكية مكنت من إعطاء دفعة جديدة للتنمية والتعاون جنوب - جنوب ورسم خارطة طريق من أجل عمل موحد ومشترك لفائدة تنمية نظم التكوين المهني داخل القارة، مؤكدا أن هذه الدينامية ترجمت على أرض الواقع عن طريق اتفاقية تعاون في إطار تبادل الممارسات الفضلى في عدد من المجالات خاصة الحكامة وتحسين التشغيل الشباب وكذا عبر تنظيم دورات للتبادل والتكوين أو عقد لقاءات. وقال إن " اشتغالنا اليوم بمشاركة أصدقائنا الكوريين هو استمرار لسلسلة الأوراش التي ينفذها المغرب في إطار سياسته الإفريقية" ، مشيرا إلى أن هذه الدورة التكوينية شكلت فضاء لكل المشاركين لتجميع معارفهم وخبراتهم في مجال التكوين المهني، مؤكدا استعداد المملكة للسماح لهم، من خلال هذا التعاون، بالاستفادة من خبرتها في مجال تطوير مهاراتهم في هذا المجال. ومن جانبه، قال سفير الجمهورية الكورية الجنوبية بالرباط، السيد سونغ ديوك يون، إن هذا التعاون ثلاثي الأطراف والذي وصفه بأنه " مهم جدا " ، مكن من تبادل المعرفة واستكشاف السبل المحتملة للتعاون جنوب - جنوب ، من أجل تعزيز فعالية التكوين المهني في المنطقة، مذكرا بالاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، لتعزيز التكوين المهني، ليس فقط من أجل إحداث فرص الشغل، ولكن أيضا لتمكين المغرب من مواجهة مختلف التحديات الاقتصادية ، كي يكون قادرا على مواكبة التطورات التنموية التي يشهدها العالم في العديد من المجالات. وبعد أن أشار إلى معدلات البطالة المتزايد في أوساط الشباب ، الذي تعرفه العديد من البلدان قال إن أزيد من 73 مليون شاب يبحثون عن الشغل بإفريقيا وحدها ، ومن المرجح أن تكونوا فرص حصولهم على شغل لائق ومستقر ضعيفة بسبب نقص التعليم والمهارات المناسبة التي يتطلبها سوق الشغل . وأكد السيد ديوك يون أنه "لهذا السبب نحتاج إلى مواصلة الاستثمار في قطاع التكوين المهني". ومن جهة أخرى، لفت الدبلوماسي الكوري الجنوبي إلى أنه على الرغم من أن معظم هذا التكوين كان مخصصا لصناعة السيارات فقط، فإنه ينبغي الإشارة إلى أن معهد التكوين في مهن صناعة السيارات بالدار البيضاء يمكن أن يشكل نموذجا يحتذى في جميع القطاعات وبالنسبة لجميع البلدان ، داعيا إلى اعتماد العوامل الرئيسية التي ساهمت في نجاحه بشكل جيد، والمتمثلة على الخصوص في تكييف نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتعزيز المستمر لقدرات المكونين . حضر حفل الاختام على الخصوص الممثل المقيم للوكالة الكورية للتعاون الدولي في المغرب، والكاتب العام لوزارة التشغيل والتكوين المهني بالكاميرون، والمدير العام لمعهد التكوين في مهن صناعة السيارات بالدار البيضاء ، ووفود تمثل القطاعين العام والخاص في مجال صناعة السيارات بالكاميرون وكوت ديفوار والسينغال وتونس. وستلي هذه الدورة التكوينية الثانية دورتين أخريين سنة 2020 تخصص للجوانب التقنية ، وتستهدف مجموعة من المكونين من البلدان الأربعة المستفيدة.