يقوم الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، على رأس وفد هام، بزيارة عمل وصداقة إلى جمهورية كوريا الجنوبية، ابتداء من اليوم الاثنين، بدعوة من نظيره رئيس الجمعية الوطنية بجمهورية كوريا الجنوبية. واستهل المالكي والوفد المرافق له زيارة العمل بلقاء "لي ناك يون"، الوزير الأول لحكومة كوريا الجنوبية، بحضور شفيق رشادي، سفير المغرب بسيول. وقدم المالكي تهانيه إلى الوزير الأول بمناسبة نجاح القمة الكورية، متمنيا "تجسيد الاتفاق بين الكوريتين إلى إجراءات عملية من أجل تثبيت السلم والسلام وحسن الجوار في شبه الجزيرة الكورية"، ومذكرا بالمناسبة بأن المملكة المغربية "دعمت دائما وحدة الشعوب وصيانة وحماية الدول لأراضيها، وفقا للشرعية الدولية، ولقرارات المنتظم الدولي". كما أكد المالكي أنه منذ بداية العلاقات الدبلوماسية المغربية الكورية "تعززت علاقات التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، لكن المغرب يسعى إلى تطوير شراكاته مع أصدقائه لتكون في مستوى الثقة والتفاهم المتقدم"، قبل أن يقترح على رئيس الوزراء الكوري "فتح آفاق جديدة في العديد من القطاعات التي يمكن أن تكون مجالا للتعاون الفعلي وتعود على الطرفين بالنتائج الإيجابية، خاصة أن المغرب طور ترسانة قانونية مشجعة للاستثمار، واستثمر في العنصر البشري الذي أصبح مؤهلا وغير مكلف". وأورد المالكي في معرض حديثه عددا من القطاعات، كالسياحة، مشيرا إلى أن "عدد السياح الكوريين الذين يغادرون بلادهم يبلغ 21 مليون، والمغرب مستعد لاستقبال جزء منهم"، ثم مجال التبادل التجاري والصناعي، "إذ يطمح المغرب إلى أن تنتقل كوريا من الاستثمار في صناعة أجزاء السيارات إلى صنع السيارات كليا في المغرب"، ثم الجانب الطاقي، "الذي أصبح مجالا متقدما في المغرب وكوريا". كما أبرز رئيس مجلس النواب أن المغرب "وقع على اتفاقية التبادل الحر مع بلدان القارة، وبالتالي يمكن إرساء قواعد تعاون ثلاثي: مغربي كوري أفريقي، خاصة أن المغرب متواجد في العديد من القطاعات بإفريقيا". من جانبه قال الوزير الأول الكوري الجنوبي إنه منذ سنة 1962، تاريخ بداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، "والتعاون في مختلف المجالات جيد وثابت، إذ إن أول سفارة بإفريقيا لكوريا الجنوبية تم افتتاحها في المغرب، وكانت فعلا بوابة نحو إفريقيا"، مضيفا أنه "يمكن لكوريا أن تشتغل مع المغرب، إضافة إلى ما هو موجود فعلا، في مجال التكنولوجيا الفلاحية ومجال الصناعة البحرية"، وخاتما بالقول إن كوريا "ستكون سعيدة لدعم المغرب في مساره الإصلاحي التنموي، لأنه فعلا مؤهل لذلك بفضل ما ينعم به من استقرار سياسي وأمني، ولما يتمتع به من إمكانات طبيعية وبشرية". حري بالذكر أن الوفد المرافق لرئيس مجلس النواب يتكون من محمد اشرورو، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، وكميل توفيق، رئيس فريق التجمع الدستوري، ونور الدين مضيان، رئيس فريق الوحدة والتعادلية، ومحمد مبديع، رئيس الفريق الحركي.