تم الخميس 20 دجنبر بالرباط توقيع ست اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم بين المملكة المغربية وجمهورية كوريا الجنوبية، تهم مجالات التعليم العالي والطاقات المتجددة والتكنولوجيات الجديدة، وذلك على هامش مباحثات أجراها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني مع نظيره لي ناك يوون. وتهم الاتفاقية الأولى التي وقعها من الجانب المغربي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، ومن الجانب الكوري الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية تشون هيونغ، مذكرة تفاهم وتعاون في مجال التعليم، ستمكن الطرفين من اتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز التعاون المباشر بين مؤسسات التعليم العالي لكلا البلدين، وتسهيل تبادل الأطر العليا والباحثين والأكاديميين، وكذا تعزيز تنقل الطلبة والباحثين والخبراء، وتوطيد تعليم اللغة الكورية في الجامعات المغربية واللغة العربية في جامعات كوريا الجنوبية. وتروم الاتفاقية الثانية، وهي اتفاق على شكل تبادل مذكرات بخصوص مشروع مؤسسة البحث والتنمية المكرسة بمباني خضراء ومنصات ذكية، والموقعة من طرف كاتبة الدولة لدى الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، مونية بوستة، وسفير كوريا الجنوبية المفوض فوق العادة في الرباط، صيونغ ديوك يون، تفعيل مساهمات الحكومتين الخاصة ببرنامج الدعم المتعلق ببرنامج مؤسسة منصة البحث والتنمية المكرسة للمباني الخضراء والمنصات الذكية “غرين اند سارت بويلدينغ بارك”. وتم أيضا خلال هذه المباحثات التوقيع على مذكرة تفاهم تتعلق بتتبع مشروع إنشاء المعهد العالي للتكوين في مجال صناعة السيارات، والتي وقعها كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالتكوين المهني، محمد الغراس، ورئيسة الوكالة الكورية للتعاون الدولي “كويكا”، ميكيونغ لي، وتهدف هذه المذكرة إلى تعزيز القدرات التعليمية والتقنية للمعهد العالي للتكوين في مجال السيارات، من خلال توفير المعدات والأدوات في إطار التعاون الثلاثي المغربي الكوري الإفريقي في مجال التكوين المهني. كما وقع كل من الرئيس المدير العام للوكالة المغربية للطاقة المستدامة، مصطفى الباكوري، ورئيسة وكالة “كويكا” ميكيونغ لي، مذكرة تفاهم بين الوكالة المغربية للطاقة المستدامة ووكالة “كويكا”، تتعلق بتتبع مشروع تعزيز القدرات في البحث والتنمية حول الشبكات الذكية. وهمت المذكرة الخامسة التي وقعها المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، هشام بودراع، والمدير العام رئيس الوكالة الكورية لتعزيز التجارة والاستثمارات، بيونغ أوه كوون، وضع إطار تعاون بين الوكالتين لتسهيل تبادل المعلومات ذات الاهتمام المشترك، وتجميع تحليل هذه المعلومات، وتعزيز العلاقات بين المستثمرين والمصدرين من خلال إقامة معارض ولقاءات دولية. وتمثلت الاتفاقية السادسة التي تم توقيعها خلال هذه المباحثات، في مذكرة تفاهم بين معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة في المغرب ومعهد كوريا للتكنولوجيات الإلكترونية، والتي وقعها عن الجانب المغربي مدير المعهد بدر إيكن، وعن الجانب الكوري مدير المعهد الكوري كيميونغ سام، وتروم هذه المذكرة تشجيع أنشطة البحث، وتبادل الخبرات في مجال الطاقات المتجددة، والطاقات الذكية. وسبقت جلسة التوقيع مباحثات جمعت بين العثماني و الوزير الأول لكوريا الجنوبية لي ناك يون، تناولت العلاقات الثنائية والسبل الكفيلة بتطويرها، لاسيما في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتعليم العالي والطاقات المتجددة والتكنولوجيات الرقمية الجديدة. وأعرب العثماني، في تصريح صحفي عقب هذه المباحثات، عن سعادته لاستقبال الوزير الكوري في المملكة المغربية في إطار جولة مغاربية، مشيرا إلى أن “العلاقات بين البلدين هي علاقات تقليدية قديمة تعززت أكثر في السنوات الأخيرة، وخصوصا أن مواقف البلدين متقاربة في العديد من القضايا الاقليمية والدولية”. وأشاد بموقف جمهورية كوريا الجنوبية “الداعم لجهود المغرب لحل النزاع الطويل بالصحراء المغربية دعما لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ولقرارت مجلس الأمن”، منوها بالتقارب بين الكوريتين وبالمقاربة التي نهجتها جمهورية كوريا الجنوبية لحل النزاع الموجود في شبه الجزيرة الكورية بالحوار والتفاهم والتقارب لإزالة مختلف أنواع التوترات”. وأضاف أن هذه الزيارة ستعطي دفعة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين كما ستكون مناسبة لدراسة إمكانيات الزيادة في الاستثمارات الكورية في المملكة المغربية، مشيرا إلى أن توقيع هذه الاتفاقيات يعتبر خطوة مهمة في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين. وأشار إلى أنه تم خلال هذه المباحثات أيضا التطرق إلى التعاوون الثلاثي المغربي الكوري الإفريقي “واتفقنا على زيادة التعاون على المستوى الإفريقي في التنمية والبحث العلمي للدعم الاقتصادي، وخصوصا في دول جنوب الساحل والصحراء”، مبرزا أن هذا التعاون الثلاثي يعد مهما جدا “لنا جميعا ولإفريقيا بالأساس”. من جانبه أشاد ليناك يوون بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين، مشيرا إلى أن عمر هذه العلاقات يمتد على مدى 56 سنة، وأن المغرب هو أول بلد إفريقي يفتح سفارة في كوريا. كما نوه بجهود المملكة، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، في تحقيق إنجازات تمكن من تنشيط قطاع الصناعة وتطوير قطاع الطاقات المتجددة وتعزيز التعليم العالي، مشيرا إلى أن البلدين في حاجة لمزيد من التعاون يعكس عمق العلاقات التي تجمع البلدين. وقال إنه يثق في “أن جهود تعزيز العلاقات بين البلدين لن تتوقف عند تعزيز العلاقات الثنائية فقط بل ستمتد لتكون علاقة ثلاثية مع دول إفريقيا”، مشيرا إلى أن كل الاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم “تعد بمثابة إطار أساسي لتوطيد العلاقات بين البلدين”. وأضاف أن الشركات الكورية تطمح في الزيادة من تواجدها في المملكة، داعيا الوفد المرافق له من رجال الأعمال وأرباب المقاولات الى الدخول إلى إفريقيا عبر المغرب باعتباره بوابة اقتصادية. وسيجري الوزير الأول الكوري، الذي حل اليوم الخميس بالمغرب في زيارة عمل وصداقة، تستمر يومين على رأس وفد هام يضم أعضاء في الحكومة ومسؤولين ورجال أعمال، مباحثات أخرى مع رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين. وستتميز هذه الزيارة بانعقاد المنتدى الاقتصادي المغربي- الكوري، الذي يشكل مناسبة لتعزيز وتوسيع الشراكة بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين.