بعد انقطاع دواء "ليفوثيروكس" الخاص بالغدة الدرقية لأسابيع طوال، خرجت وزارة الصحة بداية غشت الماضي لتطمئن المرضى ومعهم الرأي العام، مؤكدة توفر الدواء من جديد، ومعلنة أن المختبر المعني بتسويقه توصل "بكميات وافرة من الدواء تغطي ما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر من حاجيات المرضى". نبأ صفق له الكثيرون وخصوصا المرضى وذويهم، رغم معاناتهم في غياب الدواء لأسابيع طويلة كما أسلفنا، علما أن المريض يحتاج جرعة يومية منه طوال الحياة، وأي انقطاع عنه قد يشكل خطرا على حياته. حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص الانقطاع المذكور، وتعالي أصوات الأطباء محذرة من انقطاع الدواء والذي يعد العلاج الرئيسي لمرضى الغدة الدرقية، دفعا الدوائر المسؤولة عن الصحة بالمغرب حينها للتحرك وطمأنة الرأي العام. إلا أنه ورغم الحديث عن كميات مهمة من الدواء تم تزويد السوق المغربية بها، إلا أن المرضى والصيادلة أفادوا أن لا أثر لها بالصيدليات وأن الدواء ما زال مفقوداً، ليتزايد غضب المتضررين وتبدأ دعوات للاحتجاج ضد وزارة الصحة من طرف المتضررين من غياب الدواء، حيث دق فاعلون جمعويون ناقوس خطر اجتياح الأدوية المهربة السوق المغربية في ظل تزايد طلب المواطنين على دوائهم من خلال السوق السوداء للأدوية المهرب مع ما تحمله من مخاطر أن تكون أدوية مغشوشة. فهل سيتحرك أنس الدكالي ومعه وزارة الصحة لفك أزمة تهدد حيوات الآلاف... لكن بعيدا عن الوعود العرقوبية وعن استراتيجية كلام في كلام...