يتفرّد نادٍ فرنسي بجمع أربعة لاعبين عرب وواحد إسرائيلي، في حالة نادرة بعدما فضّل كثير من اللاعبين العرب خلال السنوات الماضية التهرب من مزاملة إسرائيليين، أو حتى مدربين من الدولة العبرية، إلا أن مغربيين وجزائريين كسرا تلك القاعدة مع نادي بريست. ويضم بريست، الذي صعد خلال الموسم الماضي لدوري الدرجة الأولى في صفوفه لاعبين مغربيين هما أحمد القنطاري وكمال شافني، وآخرين جزائريين هما إبراهيم فرادجي وخالد هابيل، إلى جانب الإسرائيلي ايدين بن بسات. ويتعايش اللاعبون الأربعة بشكل طبيعي في الفريق بعيداً عن الجدل الجماهيري والإعلامي الذي عادة ما يرافق وجود أي لاعب عربي بجانب آخر إسرائيلي، ويبدو أن ذلك سببه عدم شهرة بريست من ناحية، وغياب المتابعة المكثفة للدوري الفرنسي من ناحية أخرى. ويحمل المغربي القنطاري شارة القيادة في الفريق باعتباره أحد أقدم اللاعبين في صفوفه، في حين انضم إليه بن بسات في يونيو من العام الماضي، وهو هدافه الأول حالياً برصيد ثلاثة أهداف سجلها بعد مرور ثماني مراحل على بداية البطولة. وحين انتقال بن بسات إلى بريست لفت اهتمام الصحافة الإسرائيلية وجود ثلاثة من اللاعبين العرب في صفوف الفريق، قبل أن يصبحوا أربعة بانضمام المغربي كمال شافني للفريق في يوليوز الماضي. وتبدو العلاقة طبيعية جداً بين اللاعبين الخمسة، ويدلل على ذلك حرص الجميع على تهنئة اللاعب الإسرائيلي حين تسجيل أي هدف، كما حصل في الجولة الماضية عندما وقّع بين بسات على هدف فريقه الوحيد في مرمى بوردو ضمن الجولة الثامنة للبطولة. وظهر المغربي القنطاري في طليعة الملتفين حول اللاعب الإسرائيلي باعتباره يحمل شارة القيادة، علماً أن القنطاري لاعب دولي، تماماً مثلما هو الحال بالنسبة لمواطنه كمال شافني، في حين لم توجّه الدعوة من قبل للجزائريين فرادجي وهابيل لتمثيل منتخب بلدهما، مع الإشارة إلى أنهما يحملان الجنسية الفرنسية إلى جانب الجزائرية. وتبدي وسائل الإعلام في الجزائر والمغرب مثل جميع البلدان العربية حساسية كبيرة تجاه أي نوع من العلاقة بين اللاعبين العرب مع آخرين إسرائيليين، كون ذلك يدخل في إطار التطبيع على الصعيد الرياضي، الذي دفع العديد من اللاعبين العرب للإحجام عن مرافقة فرقهم الأوروبية للعب داخل إسرائيل.