تعيش المنظومة التربوية المغربية على إيقاع مشاكل غاية في التعقيد تتعلق أساسا في بطء مشاريع الإصلاح إضافة إلى منطق الارتجالية و التسرع في اتخاذ القرارات من طرف الوزارة الوصية. فحتى «المخطط الاستعجالي» الذي طبلت له وزارة اخشيشن وقف عند النقطة التي بدأ منها, باعتبار أن معظم النتائج التي نسمعها في المنابر الإعلامية و الجرائد تتعلق أساسا بالجوانب الكمية التي تتغلب على الجانب النوعي.... كيف سينجح «المخطط الاستعجالي» و الساحة التربوية تعيش على إيقاع الإضرابات المتواصلة من لدن الجسم التربوي( دكاترة التعليم المدرسي, المفتشون, الملحقون التربويون, أساتذة الثانوي, الإعدادي و الابتدائي.....) هل هذا «المخطط الاستعجالي» سوف" يأجرأ" نفسه ذاتيا بنفسه؟ هل وزارة التربية الوطنية التي لا طالما عبرت و تعبر عن رضاها الدائم تدري أن مخططها لم يساهم منذ ظهوره سنة 2009, إلا في تأزيم الوضع التعليمي و ولادة مشاكل جديدة ساهمت في تردي الوضع. أين هو الوزير اخشيشن من كل هذا؟ لماذا لم يبادر إلى حل مشاكل وزارته, والتي بالمناسبة,يجمع الكثير من المتتبعين, على أنها الوزارة التي شهدت و تشهد هذه السنة, على مستوى الأرقام أكبر عدد من الاحتجاجات و الوقفات و الاعتصامات أمام باب الرواح. هل هؤلاء الذين تصدح حناجرهم يعملون في وزارة تقع بكوكب آخر؟ آخر هذه الاحتجاجات هو الاعتصام المفتوح للأساتذة الدكاترة أمام باب الرواح بالرباط. والذين" أكلوا" مؤخرا حقهم من عصا الشرطة لدى وقفة لهم أمام البرلمان. الوزارة أغلقت باب الحوار. لو كانت وزارة اخشيشن حريصة على زمن التعلم و زمن التلميذ, التي لا تترك أي فرصة, وإلا وتتبجح بحرصها عليه, لبادرت لحل مشاكل هذه الفئة و غيرها. لكن حل الوزارة لمثل هكذا مشاكل بسيط و غير مكلف; اللجوء لمسطرة الاقتطاع و التوبيخ!! أهكذا نحفز نساء و رجال التعليم؟ و الأدهى من هذا و ذاك هو أن التنسيقية الوطنية للأساتذة المجازين العاملين في التعليم الابتدائي والإعدادي أعلنت عن خطوات تصعيدية جديدة تقضي بالدخول في إضراب مفتوح ابتداء من 16 مارس الجاري و اعتصام مفتوح أمام وزارة التربية الوطنية بالرباط انطلاقا من الاثنين 21مارس 2011 وذلك اثر تنصل وزارة اخشيشن من الوعود السابقة, والتي كانت بموجبها تعهدت بترقية الأساتذة المجازين و تعويضهم ماديا و إداريا و إخراج مرسوم الترقية بتاريخ 15 مارس 2011 مع تعليق المباريات التي كانت قد برمجت في السابق. يذكر أن عدد الأساتذة الذين كانوا قد اعتصموا سابقا بالرباط ناهز 4000 أستاذ عامل في التعليم الإعدادي و الثانوي, وحسب المعلومات المتوفرة آنيا فان عدد كبير من المؤسسات الإعدادية و الابتدائية يكاد يخلو من الأساتذة بفعل دخول أغلبهم في الإضراب المفتوح الجديد عن العمل إلى حين استجابة وزارة التربية الوطنية لمطالبهم بالترقية الفورية إلى السلم العاشر دون قيد أو شرط. الغريب في أمر الوزارة الوصية أنها تعترف بمظلومية فئة"الأساتذة المجازين". واحصرتاه على وزارة التربية الوطنية التي أضحى البعض يسميها اسم وزارة "الإضرابات المتوالية. فساحة باب الرواح بالرباط, وهي الساحة المقابلة لوزارة اخشيشن, أصبحت قبلة نساء و رجال التربية و التكوين. كل من له مشكلة يحج إلى هذا المزار!! و حتى النقابات التي, إلى الأمس القريب كانت تتشدق هي الأخرى بأنها تدافع عن مصالح العاملين في قطاع التربية و التكوين, صمتت و ارتدت و أعلنت أنها غير معنية, و تكتفي فقط, بين الحين و الآخر, بصياغة بيانات باردة لا تغني و لا تسمن من جوع. فإلى متى سيظل قطاع التربية الوطنية يرزح تحت هذه المشاكل المتعاظمة دون أن يبادر احد لتدارك الموقف, فالمسألة متعلقة بمستقبل جيل(التلاميذ المقبلين على امتحانات البكالوريا و مختلف الفئات الأخرى.... )؟؟؟؟؟