بقدر ما اندهشت ساكنة الرباط لرؤية شباب في مقتبل العمر يصدحون بأعلى صوتهم بدون أن يؤثر فيهم الإعياء و الإجهاد, بسبب عدم وفاء وزارة التربية الوطنية في الوعد الذي قطعته على نفسها بترقية حاملي الإجازة, الفئة الأكثر مظلومية بين كل الوزارات, بقدر ما عبرت(ساكنة الرباط) عن دعمها وتجاوبها التلقائي مع مطالب المجازين. فهؤلاء المجازون الذين حجوا إلى الرباط من كل صوب و حدب و بأعداد خيالية قاربت 4000 مجازة و مجاز. جاؤوا للاشيء سوى لإنصافهم و التعبير عن غضبهم من وزارة التربية الوطنية التي تظهر تلكأ غريبا في الاستجابة لمطالب المجازين; التي لا تتعدى ترقية المجازين العاملين في التعليم الابتدائي و الإعدادي في السلم التاسع. والحال أنه يجب ترقيتهم إلى السلم العاشر على اعتبار توفرهم على شهادة الاجاة. مثل هذه الحالات تم الحسم فيها في وزارت أخرى كوزارة العدل و الصحة...لكن وزارة التربية الوطنية رفضت التجاوب مع مطلب هو قبل كل شيء حق من حقوق المجازين الذين يعانون حيفا مقصودا جراء تنصل الوزارة الوصية في الاستجابة لمطالب الأستاذات و الأساتذة المجازين في الترقية.
إذا كانت وزارة اخشيشن لا تفوت أي فرصة لتؤكد أن ملف المجازين العاملين في الأسلاك الابتدائية و الإعدادية, هو غاية في التعقيد و يحتاج إلى نقاش وو...فكيف تقدم على توظيف مجازين بشكل مباشر في الوظيفة دون تكوين و لاهم يحزنون. و الأدهى من هذا و داك أن الذين يتم توظيفهم هم عمليا يدخلون ضمن السلم العاشر!!! إنها إذن مفارقات لا يستطيع السيد اخشيشن الإجابة عنها لأن الواقع بكل بساطة يثبت أن المجازين العاملين في الإعدادي و الابتدائي يعيشون ظلما بينا و يشتغلون في ظروف صعبة جدا في الفضاءات القروية و الشبه القروية و بالمقابل تصر وزارة اخشيشن على الاستمرار في الزج بهم في الزنزانة9 دون رحمة. لكن جواب المجازين لم يتأخر. لقد قرروا ونفذوا. قرروا الدخول في إضراب مفتوح ابتداء من 16 مارس الجاري و الاعتصام المفتوح بالرباط منذ21 من مارس. لقد حج عدد خيالي من المجازين من كل ربوع المملكة المغربية إلى الرباط ولازال العديد منهم في الطريق إلى الرباط للمشاركة وذلك للتعبير عن صوتهم و حقهم المشروع في الترقية إلى السلم العاشر.
لقد جاب الأساتذة المجازون معظم شوارع الرباط منذ21 مارس الجاري و إلى غاية كتابة هذه السطور. كما قاموا بوقفات احتجاجية أمام مختلف الوزارات(التربية الوطنية, وزارة المالية و البرلمان), وهناك برنامج تصعيدي ستعكف التنسيقية الوطنية للأساتذة المجازين العاملين في التعليم الابتدائي و الإعدادي على الدخول فيه قريبا بعد أن صمت وزارة اخشيشن آذانها عن مطالبهم في الترقية إلى السلم العاشر دون قيد أو شرط. حتى الجانب الأمني كان حاضرا بترسانته الكبيرة لكبح جماح جحافل المجازين و منعهم من إقامة المسيرات في شوارع الرباط و إلى البرلمان, لكن إصرار و عزيمة الشباب المجازين كانتا أقوى بحيث تغلبت على استفزازات الأمنيين و وواصل المجازون مسيراتهم بكل ثقة في المستقبل, فمهما طال الزمن سوف تنتصر إرادة المجازين رغم حملات التشويش و تهديدات اخشيشن بالاقتطاع و التوبيخ و التضييق.