سجلت العاصمة الفنلندية هلسنكي خلال الأسابيع الماضية مستويات قياسية من التساقطات الثلجية، بشكل أثر على حركة المواصلات رغم جهود سلطات المدينة من أجل إزالة الثلوج المتراكمة من الشوارع والأرصفة. وقد أكد التصنيف الأخير لموقع "هوليدو"، الذي أجري بالتعاون مع "وورلد ويذر أونلاين" بخصوص المدن الأوروبية الأكثر تسجيلا للتساقطات الثلجية، أن العاصمة الفنلندية احتلت المركز الأول أوروبيا ب17 يوما مثلجا في كل شهر شتوي، كمعدل خلال الفترة الممتدة من شهري دجنبر إلى مارس على مدى ثمان سنوات (2009-2017). وضمت القائمة الأوروبية مدينة فنلندية أخرى هي توركو، إلى جانب مدن كاوناس (ليتوانيا)، وأوسلو (النرويج)، وفيلنيوس (ليتوانيا)، وتالين (إستونيا)، وكييف (أوكرانيا).
حجم التساقطات الثلجية الاستثنائية الأخيرة دفع صحيفة "هلسنكي صانومات" إلى التساؤل "هل تشعرون أن الثلج قد تساقط أكثر من المعتاد؟"، مشيرة إلى أنه "في شهر يناير الماضي، تساقطت المزيد من الثلوج في هلسنكي أكثر من أي وقت مضى".
من جهته، ذكر معهد الأرصاد الجوية الفنلندي أن جنوبفنلندا شهد تساقطات قياسية، كما كان عليه الحال في مطار هلسنكي-فانتا (53 سم)، بخلاف الجزء الشرقي من البلاد الذي كان أقل من المتوسط.
وأوضحت الصحيفة أن قياس الثلوج "مرتفع بشكل تاريخي"، حيث كشف قياس كميات الثلوج في منطقة كايزانيمي عن مستوى لم يسجل منذ عام 1959؛ مشيرة إلى أن حجم الثلج لم يصل أبدا إلى مستوى 40 سم خلال الشهر كما هو الحال هذه السنة، حيث كان أكبر مستوى قياسي للثلوج قد سجل في يناير عام 1959، عندما زاد عمق الثلوج بمقدار 33 سم.
ويقول خبير الأرصاد الجوية يوها تومالا، عن المعهد الفنلندي للأرصاد الجوية، في تصريح للصحيفة، إن "منطقة هلسنكي الكبرى بها الآن ما يقرب من 20 إلى 40 سنتمترا أكثر من المعتاد".
من جهتها، كتبت صحيفة "إلتا لهتي" أن جنوبفنلندا "يعيش على إيقاع فوضى الثلوج"، معتبرة أن هناك سيناريو مرعبا إذا وصلت المقاييس إلى 70 سنتمترا، حيث من المنتظر أن يتواصل سقوط الثلوج ابتداء من مساء اليوم الأربعاء إلى غاية الأحد المقبل، نقلا عن معهد الأرصاد الفنلندي.
وتابعت أنه حتى مع توقف التساقطات الثلجية، يصبح الوضع صعبا بعد هطول الأمطار، حيث يجعل الغطاء الثلجي أكثر ثقلا، وأكثر صعوبة في التنقل؛ مضيفة أن هناك خطرا آخر بعد تراجع البرد القارس يتمثل في تساقط الكتل الثلجية وقطع الجليد المتجمد من على أسطح المنازل والشرفات وواقيات النوافذ، وهو ما يشكل بالتأكيد خطرا على المارة.
وقد مثلت التساقطات الحالية تحديا كبيرا بالنسبة لسلطات العاصمة الفنلندية، حيث تنتشر فرق عمال الصيانة والآليات منذ ساعات الصباح الأولى وتجوب الشوارع ومداخل المجمعات السكنية من أجل تنظيف الممرات وجمع الثلوج وتحميلها في الشاحنات.
ولكن إلى أين يتم نقل هذه الأطنان من الثلوج؟
هناك ثمانية مواقع مخصصة للتخلص من الثلوج التي يتم تجميعها في شوارع هلسنكي، وتتمركز في هيرنايساري وهيرتونيمي وكيلاساري ومالمي وماونونيفا وأولنكيلا وفيكي وفوساري.
وفي الوقت الذي يتم في هذه بعض المواقع تفريغ حمولات الثلوج في الماء لتذويبها واستخدامه لاحقا، يتم في محطات أخرى مثل كيلاساري استخدام الثلوج لمعالجة مياه الصرف الصحي. أما في هيرنايساري، فيتم سكب الثلج في البحر مباشرة.
بيد أن كميات الثلوج التي تساقطت في الأيام الأخيرة بارتفاع حاد فاق قدرة استقبال المحطات، مثلما هو الحال، على سبيل المثال، في هيرنييساري.