يعتبر التعليم من اهم القطاعات الحيوية التي تحظى بالأولوية عند الدول و يشكل التعليم عماد تطور مجتمع ما وتتبوا بها الدول المراتب الاولى في نشر المعرفة و ترتقي به الى مصاف الدول الكبرى في العالم و التعليم في المغرب هو من القطاعات الحيوية المهمة الى جانب الصحة و السكن التي كان لها سبق الاهتمام في سياسات الحكومات المتعاقبة غير ان هذا القطاع في السنوات الاخيرة اصابه الانحطاط و الركود و الوهن و ما الرتبة التي صنفته اليونيسكو الا دليل على تدهور القطاع اذ يحتل المراتب الاخيرة في العالم و رغم سياسات الدولة في هذا الميدان و الاصلاحات والمشاريع الكبرى التي ضخت لها ميزانيات كبيرة استنزفت خزينة الدولة اموالا طائلة لكن دون تحقيق اي غاية و النهوض بهذا القطاع الذي يعاني من مشاكل عدة: من غياب اصلاح هيكلي يركز على المضمون من مقررات و مناهج دراسية واساليب حديثة في التدريس و غياب البنية التحتية اللازمة و المتوفرة على شروط سليمة للتدريس من بناء مدارس حديثة و اقسام مثالية و الادوات المصاحبة لعملية التدريس من سبورات ووسائل اكل عليها الزمن واصبحت بالية ولا تساعد على خلق مناخ سليم للتدريس و الاصلاحات التي جاءت كلها ركزت على المدرس كانه الطرف المسؤول عن كل الاخطاء الموجودة في ميدان التعليم متناسية الدور الكبير الذي يلعبه هذا الاخير في النهوض بالتعليم و ان مشكل العليم هيكلي و ليس بشري و في هذا الصدد يظهر مشكل الفئات المتضررة في هذا القطاع و التي لعبت دورا مهما في الحد من المشاكل المصاحبة و التي يتجلى اهمها في محاربة الهدر المدرسي وفي هذا الصدد يظهر اساتذة سد الخصاص ومنشطي التربية غير النظامية كفئة ساهمت بشكل كبير في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي فئة ضحت بالغالي و النفيس من اجل تأدية رسالة تربوية و انتشال ابناء الوسط القروي من شبح الضياع و التهميش كل هذا في ظروف اكثر من قاسية تنعدم فيها متطلبات الحياة الضرورية من ماء و كهرباء و سكن وانعدام ووسائل الاتصال و طمس للحقوق بدون ترسيم و باجر جد هزيل و قد راكمت هذه الفئة تجارب مهمة في التدريس لسنوات اقلها 5 سنوات و رغم المجهودات التي لعبها اساتذة سد الخصاص و منشطي التربية غير النظامية الا ان الدولة تنكرت لمجهوداتهم و عوض الحوار والانصات اليهم غلبت الوزارة في شخص الوفا منطق صم الاذان و التنكيل بهم امام مرأى الوزارة الوصية بل والازدراء من تضحياتهم و القول بانهم لا صلة لهم بوزارة التربية الوطنية و انهم فقط يزاولون ساعات اضافية و الادهى من ذلك انه في الآونة الاخيرة تقوم الوزارة و معها مؤسساتها الاقليمية من صياغة تعاقدات ملغومة تجاه هذه الفئة وفق شروط مجحفة تلغي و تحاول ابعاد هذه الفئة عن ميدان التعليم و اعتبارهم اجانب عن المدرسة و من تم ابعادهم عن مطلبهم في التسوية و في الترسيم في المنظومة التعليمية و كل هذا ما هو الا ضرب لنضالات هذه الفئة و تضييع للتجارب التي راكموها في المجال واقصاء لفئة لطالما ساعدت الدولة في الحد من مشاكلها العديدة و المتكررة وعوض النهوض بحالتهم احالتهم للتهميش و اقبرت مجهوداتهم