يعتبر الشباب هم الأمل المنشود للمجتمعات ويدها القوية في قيادة البناء والتنمية لما يتمتع به الشباب من حيوية وعقليه تمكنهم من قيادة قاطرة البناء. فبصلاحهم تصلح الأمور، وبعملهم تتكاتف الجهود إلا أن الإحصاءات والدراسات تقر بان نسبة العزوف الشبابي عن المشاركة في تدبير الشأن المحلي جد مقلقة نتيجة برامج حزبية سابقة أهدرت ثقة الشاب المغربي في العمل ككل. أمام هذه المعطيات جاء الخطاب الملكي السامي ل 20 غشت 2012 ليضع يده على مكمن الخلل ويدعو إلى خوض معركة تجعل الشباب من الأولويات الواجب الاهتمام بها باعتبارهم ثروة حقيقة للوطن"فأنتم معشر الشباب، تشكلون الثروة الحقيقية للوطن، اعتبارا للدور الذي تنهضون به كفاعلين في سياق التطور الاجتماعي"مقتطف من الخطاب الملكي. تعرف الساحة المغربية عامة والمكناسية خاصة للأسف ندرة في الحضور الشبابي وهذا راجع بالأساس إلى غياب التأطير والتكوين "اللهم من بعض المبادرات المحتشمة"و فقدان الثقة في الشأن السياسي وذلك لأسباب معروفة "الخبار فراسكم"جعلت الشباب يتلاطم بين أمواج يصعب اجتيازها مما دفع بالشاب المغربي إلى الانزواء في عتمة ركن ضيق ليكتسي كسوة المتفرج دون أن يمد يده ليرى ما وراء الستارة ولعل الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب تطرق لموضوع الشباب باعتباره موضوعا هاما و نواة حقيقية وجب تأهيلها لبلوغ الغاية المرجوة منها عبر مقاربة تربوية فعالة متوازنة و إستراتيجية هادفة تهم إشراك المجتمع المدني إلى جانب السلطة التنفيذية في شخص الحكومة للخوض في هذا الورش الكبير .ورش يأتي ليجعل الشباب في الواجهة بعدما كان دوره منحصرا في الكواليس خلف الستارة . و إيمانا منها بدور الشباب في تخليق الحياة العامة واستنادا للقاء 12ماي 2012 المنظم بمدينة مكناس تحت شعار"من أجل شباب حامل للفكر التشاركي بالعاصمة الإسماعيلية" والذي خرج بتوصيات عدة منها على الخصوص خلق تنظيم يضمن للشباب المكناسي المشاركة الفعلية في بلورة سياسة مدينتهم، ارتأت نخبة من الشباب المكناسي الغيور على منطقته والحامل للفكر التشاركي بالعاصمة الإسماعيلية مكناس إلى تأسيس الهيئة الإقليمية لشباب مكناس بهدفين أساسين، الأول يروم تمكين الشباب من آلية تشاورية يمكن من خلالها بلورة مواقف وتصورات حول كل القضايا الشبابية والعمومية والترافع من أجلها، والثاني يهم تأهيل الشباب لبلوغ مستوى الفعالية والكفاءة والرفع من أدائه في تحقيق الأهداف والاضطلاع بأدواره المحورية في عملية التنمية والإصلاح. عمل جاد هو يقوم به أعضاء اللجنة التحضيرية للهيئة الإقليمية لشباب مكناس. لجنة تتكون من خيرة شباب العاصمة الإسماعيلية اختلفت انتماءاتهم السياسية لكنهم توحدوا على كلمة واحدة كلمة سيكون لها إشعاع وصيت محلي ووطني على مستوى المملكة كلمة ستعلن القطيعة مع الماضي المرير لتأسس لعهد شبابي جديد شغله الشاغل الترافع من اجل القضايا الشبابية و تأهيل هذه الفئة لبلوغ مستوى الفعالية والكفاءة في تحقيق الأهداف والاضطلاع بأدوارها المحورية في عملية التنمية والإصلاح وفق أجندة تعنى بالشباب وتعمل على فتح أبواب الأمل أمامه وتوفير الفرص الملائمة لاستغلال قدراته وتوظيف طاقاته قصد إعلان القطيعة مع مرحلة كانت تتسم بالتعثر والبطء وربما القصور والعجز إلى مرحلة حاسمة تتجاوز المعوقات وتنطلق نحو بناء تنمية تستفيد من ثمراتها الأجيال الحالية والأجيال المقبلة في توازن مدروس وشامل. وهنا تبرز أهمية العمل الجمعوي كمجهود لايقتصر فقط على المشاهدة والتتبع وإنما العمل الميداني وتشكيل الاقتراحات الهادفة و التصورات الرامية إلى تحسين المشهد مما جعله"العمل الجمعوي"موقعا أساسيا ضمن مساحة اهتمام الشباب، باعتباره رافدا رئيسيا من روافد الإصلاح، سواء لحضوره القوي و الفعال من حيث الحركية و المساهمة القوية باعتباره مجالا خصبا لتأطير الشباب بشكل جيد يسهل عليهم امتلاك الوعي بدواتهم و بطبيعة الأدوار الموكولة لهم في معركة التغير و التقدم . لهذا وجب على كل أمة على وجه الأرض إلا وان تتعهد هذا الغرس الطيب بكل ما تؤتى من وسيلة، تغذيه بالعلم، وتسقيه مكارم الأخلاق، وتقومه بتعاليم الدين الحنيف بغية حصد الثمرات الطيبة ، وأن تعمل الهيئات والمؤسسات والمراكز الشبابية وفق فكر تشاركي من أجل استغلال طاقة الشباب وتوجيههم الوجهة الصحيحة، حتى يقدموا النفع لمجتمعاتهم وبلدانهم.