ضرب داء السل مجموعة من الأطر الطبية والتمريضية، يشتغلون بمستشفى "الرازي" بمدينة مراكش المغربية. ووفق مصادر جد موثوقة، فقد أصاب الداء الخطير أربعة أطباء وثلاثة طبيبات وممرض بقسم المستعجلات، يعملون جميعهم في مستشفى مراكش المذكور. وفي اتصال هاتفي لموقع "أخبارنا" ب"حبيب كروم" رئيس "الجمعية الوطنية للتوعية ومحاربة داء السل"، أكد الأخير الخبر وأعرب عن استيائه العميق وجمعيته من انتشار هذا الوباء الخطير في صفوف الأطر الطبية والتمريضية. وأرجع "كروم" في تصريحاته للموقع، سبب ما وقع إلى ما وصفه بالظروف المزرية التي تشتغل فيها الأطر الطبية والتمريضية بمستشفى "الرازي". وشدد رئيس الجمعية، على أن الظروف التي تشتغل فيها الأطر تهدد سلامتهم الصحية، في ظل غياب محيط عمل يستجيب للمعايير الموضوعية والظروف الملائمة، كالتهوية والمكيفات والنوافذ، التي من شأنها أن تساعد على التقليل وتقليص انتقال العدوى فيما بينهم، وبين المرضى الوافدين على المستشفى من أجل تشخيص المرض، على حد تعبيره. وأشار "كروم" في حديثه الهاتفي المطول مع "أخبارنا"، إلى أن داء السل معد وينتقل عبر الهواء بسبب عصية كوخ، التي تصيب في معظم الأحيان الرئتين وتصل مدة العلاج في أحسن الاحوال إلى ستة أشهر إذا كان المصاب مواضبا على أخذ دوائه . وأكد المتحدث، أن "الجمعية الوطنية للتوعية ومحاربة داء السل" التي يرأسها، سبق أن وجهت رسائل إلى السيد وزير الصحة السابق والحالي، ونبهت من خلالها وحذرت على أن البرنامج الوطني لمحاربة داء السل والخطة السريعة للتقليص من نسبة الإصابة به تشوبهما اختلالات على مستوى التفعيل والفعالية. وفي اتهام مباشر لوزارة الصحة، قال "حبيب":"الغريب في الأمر أن وزارة الصحة المعنية الرئيسية بالموضوع سجلت إخفاقات من داخل مؤسساتها الصحية كما سبق وأن أشرنا أن محاور البرنامج الوطني لمحاربة لداء السل لم تباشر بالطريقة المثلى مما عكس ارتفاع نسبة الإصابة بهذا الداء في صفوف المواطنين خاصة الطبقة الفقيرة المعوزة والهشة فضلا عن انتشاره في صفوف العاملين وأن ما قامت به وزارة الصحة بإقدامها على إغلاق مصلحة المستعجلات بمستشفى الرازي يعتبر اجراءا ترقيعيا وترجمة لفشل السياسة الصحية لمحاربة وباء السل، يؤكد رئيس الجمعية. وعبر "أخبارنا"، طالب المصرح بضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة، مشيرا إلى أن إصابة الأطر الطبية والتمريضية توحي بأن إمكانية وظروف العدوى متوفرة وملائمة، في صفوف العاملين والمواطنين كذلك. من جهة أخرى، ذكر "كروم" مرة أخرى بعدم نجاعة البرنامج الوطني لمحاربة داء السل، مادام مستشفى مختص في علاجه مستشفى "مولاي يوسف" للأمراض الصدرية بالعاصمة، مازال يستخلص فاتورات غير قانونية ضدا على قررات وزير الصحة، وعدم مراقبته للمرضى الذين يرقدون فيه، حيث يعمدون الى التجول خارج أسواره دون رقيب ولا حسيب، وإلى حدود الساعة وزارة الصحة لم تحرك ساكنا، فهل سننتظر حدوث فضيحة أخرى في محيط المستشفى المذكور وإثارتها في الاعلام؟يتساءل المتحدث. وفي ختام تصريحه للموقع، طالب "كروم" باسم جمعيته وزير الصحة بإيلاء البرنامج الوطني لمحاربة داء السل، العناية اللازمة والكافية، وتقييم جل مراحله لحماية صحة المواطنين والعاملين في مجال داء السل. كما طالب المتحدث بالمناسبة، الوزارة بالرفع وتوحيد التعويضات عن الأخطار المهنية، لكافة العاملين بالقطاع الصحي لما يتعرضون له هم وذويهم، من أمراض معدية خطيرة قد تؤدي بحياتهم وأسرهم في بعض الأحيان. للإشارة، فقد أصدرت "الجمعية الوطنية للتوعية ومحاربة داء السل"، بلاغا رسميا أدانت من خلاله تعرض أطر طبية وتمريضية بمستشفى "الرازي" بمراكش للإصابة بداء السل، حسب ما أخبرنا به "حبيب كروم".