استدعى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، سفيرة هولندا في العاصمة الرباط ديزيري بونيس، عقب تصريحات أدلى بها وزير خارجية بلادها ستيف بلوك في البرلمان الهولندي، بخصوص الأحكام الصادرة في حق معتقلي "حراك الريف" والتي وصلت إلى السجن عشرين سنة في حق متزعميه. ونقلت وسائل إعلام مغربية ، اليوم (الأحد) أن هذا الاستدعاء جرى أمس، وتم خلاله إبلاغ السفيرة أن هذه التصريحات "غير مفهومة بالنسبة إلى المغرب، ومرفوضة رفضًا باتًا ولا تستقيم مع روح التعاون والعلاقات الثنائية بين البلدين".
واعتبرت خارجية المغرب أن هذه "التصريحات تؤثر سلبًا في العلاقات بين البلدين"، في حين جددت موقفها الرافض للتدخل في شؤونها الداخلية وأن مسألة الريف داخلية ولن تكون موضوع نقاشات دبلوماسية.
وكان وزير خارجية هولندا دعا أول من أمس (الجمعة) في مقر برلمان بلاده، النشطاء المغاربة المقيمين في هولندا والمتعاطفين مع "حراك الريف" إلى "توخي الحذر خلال زيارة الريف خلال فصل الصيف، والانتباه من إمكان اعتقالهم".
وزير خارجية هولندا، ستيف بلوك، سبق له التطرق إلى "حراك الريف" على هامش اجتماع عقده مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، بمقر الوزارة في الرباط، شهر أبريل الماضي، وهو ما رفضه الأخير بشكل صارم.
ويأتي استدعاء السفيرة في سياق أزمة صامتة بين البلدين منذ مدة، بسبب تواتر تصريحات عن المسؤولين الهولنديين حول أحداث الريف، إضافة إلى رفض السلطات الهولندية تسليم سعيد شعو، الذي يشكل موضوع مذكرة توقيف دولية للاتجار بالمخدرات من طرف المغرب.
وكانت محكمة في جنوب المملكة الهولندية رفضت الاستجابة إلى طلب تسليم شعو إلى السلطات القضائية المغربية، وهو ما أثار غضب الرباط التي اعتبرت ذلك تراجعًا عن التزام هولندا السابق بتسليمه، على اعتبار أنه "يهدد أمن البلاد ومطلوب أمام العدالة المغربية".