أدى ارتفاع مجموعة من المطالب، التي تنادي بضرورة المساواة بين الجنسين وخصوصا في الإرث بالمغرب في الآونة الأخيرة، إلى شد الحبل بين القوى "المحافظة" متمثلة في توجهات الإسلام السياسي، والقوى "الحداثية" متمثلة في توجهات بعض التنظيمات التقدمية. ومباشرة، بعد انتشار عريضة للتوقيع يطالب أصحابها، بإلغاء نظام التعصيب في الإرث، حتى انبرت مجموعة من الأصوات المحسوبة على تيار الإسلام السياسي وخصوصا "السلفيين"، للرد على أصحاب العريضة وتوجيه سيل من التهم المباشرة لهم. بل إن الأمور، وصلت حد التهديد بتحكيم ملكي إن توجهت الأمور نحو إلغاء التعصيب، كما حدث بعد مسيرتي الدارالبيضاءوالرباط حول مدونة الأسرة سابقا. لكن، التيار المحافظ تلقى صدمة، وأصيب بذهول شديد بعد توقيع مجموعة من الأسماء والشخصيات الوازنة المحسوبة على المحافظين على العريضة المطالبة بإلغاء التعصيب، لتنطلق مناوشات داخل التيار المحافظ. حيث دعى مجموعة من "الشيوخ" السلفيين، إلى ضرورة إصلاح "الحركة الإسلامية" وتنقيتها من الشوائب، على حد تعبيرهم. بالمقابل، وفي سابقة من نوعها التجأ التيار "المحافظ" إلى المنظمات الدولية، وقرر إنشاء عريضة ب"آفاز" المنظمة العالمية، التي تضم في صفوفها أزيد من 46 مليون عضو ينحدرون من كل القارات، ويمثلون 195 دولة. وأطلق المعارضون المغاربة للمساواة في الإرث بين الجنسين، عريضة تحت عنوان "نداء من أجل المحافظة على نظام الإرث الإسلامي كما شرعه الله تعالى"، من داخل "آفاز". وفتحت عريضة "آفاز"، في وجه السياسيين، المثقفين، الهيئات المدنية، وهموم المواطنين، للتوقيع عليها وتقديمها للمسؤولين المغاربة، كما تنص على ذلك أعراف منظمة "آفاز" العالمية. وتسعى عريضة معارضي إلغاء التعصيب، إلى خلق رأي عام مغربي ودولي يضغط على المسؤولين الحكوميين المغاربة، ويمنعهم من تغيير أي تفصيل في نظام الإرث الإسلامي.