أعلن "حميد المهداوي" في رسالة من داخل سجن عكاشة عن تضامنه مع عائلة "توفيق بوعشرين" وهذا ما جاء فيها: بصرف النظر عن حيثيات متابعة الصحفي توفيق بوعشرين، واحتراما لقرينة البراءة ولسلطة القضاء، أعلن للرأي العام الوطني والدولي مايلي: - تضامني المطلق مع طفلي الزميل بوعشرين، وزوجته أمام الحملة العشواء ولا أخلاقية التي شنتها جهات إعلامية بإيعاز من جهات ما، في مس خطير بقرينة البراءة المكفولة دستوريا في الفصلين 23 و120 من الدستور المغربي، وفي اعتداء صارخ على حقوق الطفولة، وحق زوجة وحرمة الأسرة، كما اعبر عن تضامني المطلق مع هيئة تحرير جريدة" أخبار اليوم "و"اليوم 24" أمام الرعب الذي عاشوه يوم الجمعة ، منددا بشدة بالطريقة اللاقانونية ولا دستورية التي أقدمت عليها الشرطة عند الاعتقال، علما أن الأمر كان يقتضي توجيه استدعاء لا السعي إلي تخويف وترهيب الصحافيين بتلك الطريقة التي ربما لم تحدث حتى في سنوات الجمر والرصاص. - أنبه البعض إلى أنه ليس من تعاليمنا الإسلامية النهش في الأعراض، ولا من قيمنا اليسارية والليبرالية وتربيتنا المغربية التشفي في الناس، خاصتا إدا كانوا مرضى أو مسجونين. - توفيق بوعشرين ليس فوق القانون، ويمكن أن تقع أفعاله أو أفعال حميد المهدوي تحت طائلة القانون الجنائي ويتابع كأي مواطن - ما نرجوه ونطلبه ونلح عليه هو أن يتمتع بمحاكمة العادلة وأن تحترم قرينة براءته وأن يكون هناك اعتبار لمشاعر طفلييه وزوجته. - أنا لا أطلب بالإفراج عن بوعشرين ولا أطالب ببراءته، أطلب اليوم فقط أن يحاكم محاكمة عادلة يواجه فيها بوسائل إثبات مادية حقيقية، وبأدلة مولدة لليقين، وليس إلى مذبحة قضائية كما جرى معي في الحسيمة، عندما تعرضت لتزوير محضر وتحريف وقائع محضر أخر قبل أن أتعرض لتزوير أخطر في نازلة الدارالبيضاء، في بعض عباراتي عند السيد قاضي التحقيق، والتلاعب في بعض وقائع ملفي من طرف السيد الوكيل العام، وذبح حقي في حماية حياتي الخاصة، المكفولة بمقتضى الفصل 24 من الدستور، وذلك بالتنصت على هاتفي خارج القانون، كما أكد لي ذالك السيد قاضي التحقيق شفهيا داخل مكتبه، وكتابتا من خلال قرار الإحالة. - أذكر أنصار ومحبي كاتب هذه الأسطر أني لا أدافع عن أفعال إن وجدت حقا متهما بارتكابها لزميل بو عشرين، بعد حكم قضائي حائز بقوة الشيء المقضي به، فقط أريد أن أذكر الرأي العام ومحبي بأن الزميل بوعشرين كان سندا لي في محنتي منذ اليوم الأول من الاعتقال، وليس من أخلاقي ولا من الشهامة أن أتفرج على انتهاك مشاعر طفلييه وزوجته وهي تُذبح، قبل أن يقول القضاء كلمته الأخيرة، كما ليس من الرجولة والحضارة والثقافة الحقوقية والدستورية أن أرى قرينة البراءة تهدم وتذبح قبل صدور حكم قضائي نهائي في حق الزميل بوعشرين. - أعبر عن تخوفي من أن يكون اعتقال بوعشرين مسنودا بخلفيات سياسية لا قانونية، متوجسا من أن يكون إعتقاله عنوان لرعب قضائي قادم غايته في أخر المطاف التغطية على أحكام قاصية في حقي وفي حق معتقلين سياسيين أبرياء، وربما مقدمة لقصف رؤوس سياسية وإعلامية وحقوقية. وختاما، أنا لا أدافع عن بوعشرين كشخص، ولكن أدافع عن الدستور والقانون وقرينة البراءة ومشاعر طفليه وزوجته. معتقل الرأي الصحفي حميد المهدوي السجن المحلي الدارالبيضاء"عكاشة" في 1مارس 2018