تتصور الفتاة أحيانا أن الخروج من المنزل يعني أنها أصبحت حرة ، تفعل ما تشاء بعيدا عن أعين الأهل ، و أنه صار في وسعها تحطيم قيود الأب و الأم نهائيا ، و هي تدبر الأعذار للخروج مع الصديقات ثم تكسر خط السير نهائيا ..تخبر والدتها أنها مع صديقتها في الوقت الذي تجلس في السينما مع صديق لها ، و تذهب الى المدرسة و تهرب بمجرد نزولها لتتسوق أو لتنطلق مع شاب في سيارته الى مكان مجهول ، و تترك عملها ثم تعود اليه بعد أن تكون قد قضت بعض الوقت في المقهى بعيدا عن الأهل .. ما هي الأسباب التي تؤدي بالفتاة الى تغيير خط السير وتقديم الأعذار؟ و هن يرين أن هذا الخروج ربما يكون عاديا جدا لكنه في نظر الأهل دخول في الدوائر الحمراء المحظورة. التفاهم الغائب محير أمر الأهل مع بنات و أبناء هذا الجيل يحاولون ضبطهم فيقولون (الضغط يولد الانفجار) و يتركون لهم الحبل فيقولون محذرين أيضا (نسيتمونا فضيعتمونا) محير أيضا عدم ادراك الأهل أن أبنائهم و بناتهم في حاجة الى من يستمع لهم و يحاورهم في مقدمة الأسباب التي تؤدي الى تقديم الأعذار : غياب التفاهم بين الآباء و الأبناء و تمسك الأب بتقاليد الزمن الماضي ..الشدة في التعامل مع بنت متحررة تؤدي الى نتائج عكسية و لا تصلح مع هذا الجيل المنفتح على الموضة و ثقافة الغير بشكل خطير - الحرية الزائدة التي يعطيها الآباء للأبناء: الحرية من دون ضوابط أساس المشكلة فالفتاة تتمرد على العادات و التقاليد ما دامت الأسرة قد أعطتها هذا القدر من الحرية الضغط يؤدي الى نتائج عكسية لأنه يتعارض مع جو الانفتاح الذي يعيشه المجتمع المغربي. القسوة لم تكن يوما وسيلة للضبط الاجتماعي. الحوار مع الأم هو أفضل سبل الحماية - المسؤولية أيضا تلقى على الأبوين فالشجار الدائم بينهما يدفع الفتاة الى الخروج و تكسر خط السير.. اللين و الشدة الاستماع لآراء الأمهات هو الأسلوب الأمثل للتعامل مع الفتيات ، بدلا من خلق الأعذار و كسر خط السير ...الشدة حينا و الحنان في معظم الأحيان هو أسلوب ناجع..فهو يخلق الرزانة و الحوار و التفاهم و هو أسلوب أفضل في تربية ناجحة..يظهر فيه الخطأ و الصواب، فلا يتكرر الخطأ مرة أخرى ،و بعد هذا فلا أعذار تقدم . ان ترك الحبل على الغارب للأبناء و تدليلهم و الاستجابة لكل رغباتهم ،المعقولة منها و غير المعقولة ،سياسة خاطئة و تؤدي الى ضياع الأبناء و فقدهم الى غير رجعة (وعندما يرى الأبناء عاقبة أمرهم خسرانا، يلومون آباءهم الذين استجابوا لكل رغباتهم و لم يربوهم التربية الصحيحة و لم يقوموا اعوجاجهم حال ظهوره و بلا تراخ أو ابطاء أو تساهل ،فالإنجاب مسؤولية ينبغي على الآباء أن يكونوا واعين لها مستعدين لتحملها على الوجه الأكمل و يجب أن لا يتخلوا عن القيام بما تفرضه هذه المسؤوليات من واجبات اما بسبب انشغالهم بما يظنونه أهم ،أو لأن الأب في ناحية و الأم في ناحية أخرى و كل منهما يعتبر أنها مسؤولية الآخر و الضحية هم الأبناء الذين يشبون وهم غير مدركين حقائق الحياة و ما تفرضه من التزام بقيم و واجبات و سلوكيات جادة).