بعد الحريقين اللذين استهدفا دوار تازروت القابع بتراب جماعة أم عزة ضواحي تمارة في أقل من أسبوعين ، و اللذين أتيا على كل البيوت الصفيحية بهذا الدوار ، وجه أهالي الدوار أصابع الاتهام إلى من وصفوهم " لوبي البرارك "، في إشارة إلى جهات كانت لها اليد الطولى في تفريخ المئات من البراريك بهذا الدوار الذي كان قبل سنة 2010 يضم فقط 83 سكن صفيحي ، من العاملين بضيعة الأمير مولاي إسماعيل التي توجد على بعد خطوات من الدوار ، قبل أن يتدخل نفس اللوبي ، ليقوم بتوسيع رقعة الدوار الذي تحول من 83 براكة إلى أزيد من 600 براكة مع متم السنة الماضية ، وهو رقم خطير جدا ، يعكس حجم الفساد الذي استفحل بالمنطقة ، بيد أن المثير في الموضوع ، هو الصمت المطبق الذي انتهجته السلطات المحلية و الإقليمية حيال هذا الملف ، رغم الشكايات التي وجهت إليهما و أيضا المقالات العديدة التي تناولت هذا الملف بإسهاب كبير. فعاليات جمعوية بالإقليم ، قالت أن هذا الحريق مدبر، و عزت أسبابه بالدرجة الأولى إلى تعيين السيد محمد مهيدية واليا على الرباط و النواحي ، حيث أكدت أن هذا الرجل المعروف بصرامته الشديدة ، يعرف جيدا كل شبر في الإقليم قبل أن يرحل عنه في ماي من سنة 2012، سيما أنه كان عاملا عليه ،وأنه قبل أن يعينه جلالة الملك بعد ذلك واليا على إقليمالحسيمة ، لم يكن لهذا الدوار اثر بالمنطقة ، لأجل ذلك عمدت الجهات التي تتحمل مسؤوليتها في تفريخ هذا الدوار بالتخلص منه عبر حرقه بالكامل في محاولة لطمس هذه الفضيحة ، مخافة العقوبات الصارمة التي قد تطالها من قبل السيد الوالي ، الذي قالت إنه لا يتساهل بالمرة في ملفات من هذا القبيل. وعززت ذات المصادر فرضيتها بالتأكيد على أن الحريق الأول وقع يوم واحد قبل تعيين السيد مهيدية ، و هو الخبر الذي شاع بالإقليم بشكل قوي قبل تعيينه ، هذا من جهة ، من جهة ثانية فقد شكلت الزيارة التي خص بها السيد الوالي مطرح الأزبال الذي يوجد على بعد مسافة قصيرة من الدوار ، زاد من تبرير الحريق الثاني الذي أتى أمس الأربعاء على كل شبر في الدوار . ليبقى السؤال المطروح في ظل هذه الأزمة التي دفعت بأهالي الدوار إلى خوض مسيرة على الأقدام نحو القصر الملكي بالرباط هو : ما مصير سكان الدوار الذين استنزف " لوبي البرارك " ما بجعبتهم من أموال ، و استغلوا شر استغلال خلال المحطات الانتخابية السابقة من أجل دعم مرشحين على المقاس ؟