يعيش الأمين العام لحزب الاستقلال أحلك فترات مشواره السياسي في هذه الأيام، فبعد توالي ضربات خصومه من حدب وصوب وفي كل الملاعب، السياسية والنقابية وحتى التدبيرية الداخلية للحزب إضافة إلى عدد من الأمور الخاصة والشخصية، تسربت أخبار من مصادر موثوقة داخل حزب الاستقلال، تفيد بأن أقرب المقربين من حميد شباط بدأوا ينفضون من حوله. وحسب التسريبات المتطابقة فقد أرسل مجموعة من داعمي شباط التقليديين داخل التنظيم، رسائل الود لجناح نزار بركة. وحسب المعطيات المتوفرة يتعلق الأمر بمجموعة عبد القادر الكيحل، الذي تؤكد ذات المصادر، بأنه فتح قناة للحوار مع ولد الرشيد بعد أن أن أبدى استعداده التخلي عن شباط، لكنه طلب بالمقابل تمكينه من رئاسة المجلس الوطني لحزب الاستقلال. و في نفس السياق، تفيد معلومات واردة من أنصار تيار بلا هوادة أن عبد الله البقالي عضو اللجنة التنفيذية مستعد بدوره للاصطفاف وراء نزار ودعمه في سعيه لانتزاع قيادة الحزب من حميد شباط، مقابل احتفاظه برئاسة تحرير جريدة العلم. و يبدو أن أنصار شباط استشعروا قوة التيار الداعم لنزار بركة، الذي يتشكل من أغلبية أعضاء اللجنة التنفيذية والفريقين البرلمانيين وتيار بلا هوادة إلى جانب الجناح النقابي والروابط المهنية، لذلك بدأوا في إيجاد مبررات لتغيير مواقفهم السابقة التي كانت تصب في إتجاه تمكين الأمين العام الحالي من ولاية ثانية على رأس حزب الميزان. و هو ما عكسته مداخلاتهم في لقاء المنزه بالرباط والذي أصدر بيانا كتب بطريقة ذكية تحمل بشكل مضمر حميد شباط مسؤولية تقهقر حزب الإستقلال وتعبد الطريق أمام نزار بركة لاعتلاء قيادته في المؤتمر الوطني المقبل. وعن موقف عادل بنحمزة، أحد الوجوه القوية التي طالما دعمت مواقف حميد شباط، فإن المصادر تفيد بأنه يكون قد جمد نشاطه المساند للامين العام للحزب، بشكل كبير منذ مدة، لخلق نوع من التهدئة وانتظار مآلات الصراع من أجل إتخاذ موقف مناسب لتفادي مزيد من الخسائر بجانب شباط ولفتح صفحة جديدة من الأقوياء الجدد على رأس الحزب.