أحيى حزب الاستقلال ذكرى رحيل علال الفاسي، أول أمس، على وقع الخلافات بين قياداته، فعلى خلاف سنوات ماضية ذهب بعض أعضاء اللجنة التنفيذية للترحم على قبر علال في مقبرة الشهداء بالرباط، متفرقة، علما أن أغلب أعضائها لم يحضروا هذا الطقس الديني. كان عبد الواحد الفاسي، نجل الراحل، أول من التحق بباب مقبرة الشهداء حيث يرقد جثمان والده المتوفى سنة 1974، مرفوقا بأحد قيادات الحزب، قبل أن يلتحق بنفس المكان، حميد شباط، الآمين العام للحزب، الذي جاء مرفوقا بعبد القادر الكيحل، مسؤول التنظيم الحزبي، كما التحقت قيادات أخرى في الصف الثاني. في حين تغيب عن الحدث أغلب وجوه التيار المنافس لحميد شباط داخل حزب الاستقلال، أمثال حمدي ولد الرشيد، وكريم غلاب، وياسمينة بادو، وعبد السلام اللبار، وتوفيق احجيرة، وكان عباس الفاسي وامحمد الخليفة أبرز الغائبين كذلك عن حدث ظل حزب الاستقلال ينظمه منذ 43 سنة. وحضر نزار البركة متأخرا إلى مقبرة الشهداء، بحيث لم يشارك في قراءة الفاتحة مع باقي قيادات الحزب، وحاول عبد الواحد الفاسي إقناع الحاضرين بانتظار وصول نزار البركة، لكن حميد شباط طلب الإسراع في ذلك، بحجة حلول موعد سفره. وحلّ البركة تماما عند شروع الحاضرين من قيادات الحزب في مغادرة المقبرة، ولوحظ أن البركة وشباط تفاديا اللقاء بينهما وجها لوجه، وبالتالي لم يصافحا بعضهما، علما أن عدد الحضور لم يكن يتجاوز 20 شخصا. واستقبل عبد الواحد الفاسي نزار البركة عند مدخل المقبرة، التي كانت قد أغلقت، حيث التقطت صور لهما في غياب أنصار شباط الذين كانوا ضمن الحضور. وعلى خلاف السنوات الماضية، أعطت قيادة الحزب هذه السنة زخما خاصا لذكرى رحيل علال الفاسي، فإضافة إلى زيارة قبره للترحم عليه، وهي عادة الحزب منذ وفاته، نظمت في بيت ابنه، عبد الواحد الفاسي، ليلة لقراءة القرآن والمديح ترحما على من يصفونه بالزعيم المؤسس لحزبهم، كما قرّر تنظيم حفل وصفه ب"الكبير" تحت شعار :"علال الفاسي والجهاد من أجل الوطن والشعب"، بالمقر الجديد للحزب بحي الرياض، أي نفس المكان الذي احتضن حفل المصالحة بين حميد شباط وتيار "بلا هوادة" في يناير 2016، وهي رسالة ذات معنى من شباط تجاه خصومه، لكن يبدو أنها جاءت متأخرة عن وقتها.