أطلق عدد من النشطاء المغاربة مبادرة وطنية لإنهاء الأزمة المشتعلة في إقليمالحسيمة منذ ما يقارب سبعة أشهر، وذلك بدعوة 41 شخصية وطنية وسياسية وإعلامية وفكرية على رأسهم الزعيمان عبدالرحمان اليوسفي ومحمد بن سعيد آيت إيدر، على التوقيع على وثيقة مبادرتهم، التي سموها "نداء من أجل الوطن". أصحاب المبادرة يسعون إلى تغليب مصلحة الوطن وانتهاج أسلوب الحوار، عن طريق تدخل مباشر أو غير مباشر للملك محمد السادس باعتباره رئيسا البلاد، وذلك لتطمين الرأي العام الوطني تغليبا منه للغة الحوار المنتج والتفاعل الإيجابي على غرار الخطاب التاريخي ل9 مارس 2011. وتشهد مدينة الحسيمة وعدد من مدن وقرى منطقة الريف، شمالي المغرب، احتجاجات متواصلة منذ أكتوبر الماضي على خلفية مقتل بائع سمك دهسا، لتتحول في ما بعد إلى احتجاجات للمطالبة بالتنمية وتوفير فرص عمل، حيث زادت حدتها الأسبوع الماضي بعد أن شهدت الاحتجاجات اعتداءات على أعوان الأمن. ودعا "النداء" إلى الحرص على إدماج كل الفعاليات، سواء منها السياسية أو المدنية، بكل انتماءاتها، وكذلك الفاعلين الأساسيين الممثلين للحراك دون إقصاء”، مضيفا أن تهدئة الوضع تتطلب إرسال إشارات تدل على إرادة حقيقية في التعاطي مع المطالب الاقتصادية والاجتماعية ومن ضمنها التصدي لملفات الفساد. وأكد النداء على ضرورة انخراط وتدخل مختلف آليات الوساطة المنصوص عليها دستوريا، وكذا مختلف الفعاليات الحقوقية المستقلة، للمساهمة في بلورة حلول ناجعة ومستدامة لمختلف المطالب المشروعة، داعيا إلى إطلاق سراح المعتقلين الشباب والتعامل مع الوضع باحترام تام للقانون والتزامات المغرب الدولية في مجال حقوق الإنسان، داعيا إلى "الحفاظ على سلمية الحراك، وتجنيبه أي انزلاق يؤدي به إلى عكس الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه".