على اثر الغليان الذي يعيش على وقعه البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية، بعد إعفاء الملك لعبد الاله بنكيران بعد أن فشله في تشكيل الحكومة ، وتكليف العثماني بديلا عنه لذات المهمة، لم يتوان محمد يتيم الفائز بحقيبة وزارة التشغيل ، في الدفاع عن زميله في الحزب ،سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة ، حيث شبه معارضي العثماني بالخوارج ، عبر تدوينة نارية عنونها ب " الاختلاف البناء والاختلاف الكاشف " مؤكدا على أن : الاختلاف في النظر للأشياء وتقييم الأحداث وخاصة في المجال السياسي ظاهرة طبيعية وسنة كونية ، خاصة أن مجال السياسة مجال تختلط، فيه المصالح والمفاسد ، حتى أن بعض العلماء عرفوها قايلين : ما كان معه الناس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد ( لاحظ صيغة أقرب وصيغة ابعد ). ذات المتحدث ، أكد أيضا على أن : الحقيقة إن جاز الحديث عن حقيقة في السياسة مركبة ولها أبعاد متعددة كما انها نسبية ومتغيرة ، الناس في الغالب ينظرون إليها كل من زاويته ، ولذلك من الطبيعي أن تتباين فيها التحليلات والاجتهادات، ولذلك تواضعت التجربة البشرية على آليات مؤسساتية من خلالها يتم التداول في الخلاف ويتم التعاون من خلال الحوار الهادئ على تقييم الاختلالات ان وجدت و تدعيم المكتسبات. واستدل يتيم في تبرير نظريته بقاعدة التغليب والتقريب، وهي القاعدة المحكمة في تدبير الاجتماع البشري ، حيث أكد على أنها قاعدة لا تقتصر على العمل السياسي بل هي مضطردة حتى في العلوم الإسلامية كما يبسط ذلك بوضوح الدكتور أحمد الريسوني في كتابه : " التقريب والتغليب وتطبيقاته في العلوم الاسلامية " وشدد يتيم على أن الاختلاف ظاهرة صحية ما لم يفقد أصحابه التوازن فينزلقون إلى تكفير أو تفسيق أو تخوين المخالفين لهم في الاجتهاد في الرأي ، مؤكدا على أن المرحلة تستوجب التوقف ليس لتقييم وضعية او توجهات او مسار سياسي فقط ، بل ينبغي دق ناقوس الخطر حول الجانب الأخلاقي حيث يحتاج الجميع إلى مراجعة ذاتية يسلطون فيها الضوء على آفات مدمرة وحارقة للعلاقات والأوامر الروحية والأخوية والضوابط التنظيمية الجاري بها العمل من قبيل سوء الظن والغيبة والنميمة والكوسة وإشاعة الأخبار الكاذبة والاستقواء على المؤسسات بتسريبات صحفية من أجل خلق " رأي عام " يساير اقتناعاتهم بل أهواءهم. هذا و لم يجد بدا في أن يكشف النقاب عن طبيعة تعامل بعض زملائه في الحزب ، حينما قال : " الاختلاف أحيانا كاشف لمعادن بعض الناس و يتعين وضع هذا الموضوع في الاعتبار لأنه حين يتحول الاختلاف في تقدير المواقف السياسية إلى سوء ظن وتشكيك في دوافع المخالفين في الرأي ونعتهم بالخونة والانبطاحيين ... الخ فان الأمر يدعو لدق ناقوس الخطر ". وختم وزير التشغيل تدوينته بالقول : ينبغي على الجميع ان يتعامل بقاعدة سعة الصدر والتسامح وتحمل الأذى والاحتساب وأن يكون الجواب عند الهرج والمرج مهما بغى علينا بعض إخواننا الذين لهم دراية في الحديث والتصريح والحضور في الشبكة العنكبوتية ! مهما بغى علينا الأقارب فإنهم لن يبلغوا في ذلك ما بلغه الخوارج الذين حملوا شعارات ظاهرها حق وباطنها باطل كما قال سيدنا علي حين سئل عنهم فقال : إخواننا بغوا علينا !