أكد نائب وزير الخارجية بالجمهورية الاشتراكية لفيتنام السيد دانغ دينه كوي، اليوم الاثنين بهانوي، أن الذاكرة التاريخية المشتركة بين المغرب وفيتنام تشكل أرضية صلبة لتعزيز العلاقات بين البلدين وتوسيعها لتشمل مبادرات تعاون جنوب جنوب على مستوى افريقيا وجنوب شرق آسيا. وأوضح السيد دانغ دينه كوي، في كلمة خلال افتتاح أشغال الندوة الدولية التي تحتضنها العاصمة الفيتنامية تحت شعار "الذاكرة التاريخية المشتركة بين المغرب وفيتنام"، أن الموقع الاستراتيجي لكل من البلدين والمكانة الخاصة التي يحتلها المغرب على مستوى القارة الافريقية كلها معطيات تشجع على تعزيز التعاون بين البلدين كمنطلق لتعاون جنوب جنوب متعدد الاطراف. وأضاف أن الفيتنام يمكن أن تستفيذ من مكانة المغرب لتقوية علاقاتها مع إفريقيا كما أنها يمكن أن تضطلع بدور مهم في تطوير علاقات المغرب مع دول رابطة جنوب شرق آسيا. وأكد نائب وزير خارجية فيتنام أن الروابط التاريخية التي ترتكز عليها العلاقات بين المغرب وفيتنام ساهمت في تحقيق نتائج جد ملموسة على المستوى الدبلوماسي والثقافي، معربا عن ارتياحه لمستوى التنسيق والتعاون القائم بين البلدين في االمحافل الدولية. كما أعرب المسؤول الفيتنامي عن أمله في أن "يتوسع هذا التعاون ليعزز أكثر العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين الصديقين". ومن جهته، أبرز سفير صاحب الجلالة بفيتنام السيد عز الدين فرحان أن ندوة "الذاكرة التاريخية المشتركة بين المغرب وفيتنام"، تكتسي أهمية خاصة لكونها تتزامن مع الذكرى السنوية ال56 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مبرزا أن هذه العلاقات وصلت إلى مستوى عال من النضج يعكس تقاسم البلدين للإرث الثقافي ولقيم الحرية والتسامح. وأوضح السيد فرحان أن هذه الندوة، التي تنعقد أياما قلائل بعد إنشاء جمعية الصداقة المغربية الفيتنامية بالرباط، تعد فرصة للباحثين لتدارس أهم معالم الذاكرة التاريخية المشتركة من الناحية الاجتماعية والإنسانية والتاريخية "لأن البعد الجغرافي لن ينكر على البلدين تقاسمهما لأحداث تاريخية أثرت على مسارهما وشكلت علامات بارزة في نضالهما من أجل الحرية والاستقلال". وأضاف أن هذه الندوة، في دورتها الأولى، تشكل فرصة لحوار مفتوح حول السبل والوسائل لتطوير برامج البحث العلمي في مجال الذاكرة التاريخية المشتركة وتحفيز الانتاج العلمي في هذا المجال، مبرزا أن تبادل وجهات النظر بين الباحثين الأكاديميين سيعزز أرضية تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين وإثراء فهم للتاريخ المشترك ميزته المواقف البطولية للجنود المغاربة الذين انضموا إلى جيش تحرير فيتنام في كفاحه من أجل الاستقلال. وبعد أن أكد السيد فرحان أن العلاقات الانسانية بين المغرب وفيتنام تتميز بالغنى والتنوع وتشكل نموذجا يمكن تقاسمه مع المنظمات الدولية عبر مبادرات مغربية فيتنامية نحو الاتحاد العالمي لقدماء المحاربين ولجنة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، أعرب عن ألامل في أن يعمل البلدان على بناء ركائز مستقبل أفضل للعلاقات الثنائية "يتجاهل الحواجز الجغرافية والثقافية لإقامة شراكة ناجحة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية بهدف تحقيق تطلعات شعبي البلدين للرفاه والازدهار". ومن جانبه، أبرز عميد جامعة العلوم الاجتماعية والانسانية بهانوي السيد فام كونغ مينه أن هذه الندوة تعتبر حدثا هاما بالنسبة للجامعة الفيتنامية، موضحا أنه بالرغم من تعدد التظاهرات الثقافية التي احتضنتها الجامعة فإنها لم تتطرق من قبل إلى موضوع يقارب تجربة فريدة في العلاقات الانسانية ساهمت في ترسيخ ذاكرة تاريخية مشتركة بين شعبين عريقين. وأضاف أن مستوى المشاركين في الندوة يؤشر على أهمية الموضوع في الدراسات الاجتماعية ويبرز الدور الذينتلعبه مثل هذه المبادرات في تعزيز التعاون بهدف تحقيق مستقبل زاهر لشعبي البلدين، معربا عن الأمل في أن تتعزز العلاقات المغربية الفيتنامية في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي بما يساهم في تعزيز الفهم المتبادل. وتنظم ندوة "الذاكرة التاريخية المشتركة بين المغرب وفيتنام" في إطار التعاون الثقافي والعلمي بين البلدين لتمكين الباحثين والأكاديميين من التبادل بشأن تجاربهم في مجال الذاكرة التاريخية المشتركة وتعزيز دور البحث العلمي في حفظ وصون الموروث الثقافي. ويشارك في الندوة عدد من الأساتذة والباحثين من البلدين من بينهم الأستاذ مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والأستاذ سعيد أمزازي رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط والأستاذ عبد الله الساعف مدير مركز الدراسات والأبحاث الاجتماعية والأستاذة أمينة عاشور كاتبة وناقدة والأستاذ نغوين فان غيم من جامعة العلوم الاجتماعية والانسانية بهانوي وتران نغونغ دان مدير العلاقات الخارجية بجمعية قدماء المحاربين بفيتنام والأستاذ ذانغ شوان خانة أستاذ باحث بجامعة العلوم الاجتماعية والانسانية.