قبل هذا الأسبوع، كان اسم "سكوزا" منحصرا عند فئة جد محدودة من الجمهور العاشق للألعاب الإلكترونية، لكن بعد نشر هذا الفيديو الذي تجاوز مليون مشاهدة، أضحى "سكوزا" حديث الكثير من نشطاء المواقع الاجتماعية في المغرب، خاصة وأن قناته على اليوتيوب حققت نسبة نمو خيالية في ظرف ثلاثة أيام بحصولها على ما يقارب 150 ألف مشترك جديد، لتصل حاليا إلى مئتي ألف مشترك. "سكوزا" هو لقب شاب مغربي، اسمه الحقيقي زكرياء موفق، 19 عاما، من مدينة قلعة السراغنة، ميتم بمجال الألعاب الإكترونية، اشتكى في الفيديو المذكور من تعرّضه لحملات إشعارات واسعة تبتغي حذف قناته، وذرف الدمع في الفيديو وهو يبيّن الغرفة حيث يلعب وبساطة التجهيزات التي يستخدمها، ممّا خلق تعاطفا واسعا مع الشاب، أضحى هاشتاغ يحمل اسمه من الأكثر تداولا بالمغرب خلال هذا الأسبوع. "لم أكن كاذبا في ذلك الفيديو. لو أردت التصنع لقمت بعمل مونتاج وإضافة موسيقى حزينة للتأثير على المشاهدين. ما أردته كان إظهار وضعي الاجتماعي لمن يرغبون بحذف قناتي، إذ تألمت كثيرا وأنا أشاهد حملة الإشعارات التي تستهدفني، خاصة وأنني كنت أخطط نهاية هذا الشهر للتوصل ب100 دولار كأول ربح أتلقاه من الانترنت في مساري" يقول زكرياء لCNN بالعربية. ويحكي زكرياء قصته: "غادرتُ بيت أسرتي قبل سنتين لأسكن في بيت جدتي في غرفة بالسطح بسبب إهمالي لدروسي وما ترتب عن ذلك من انقطاعي عن الدراسة في عام البكالوريا. والدي غضب مني كثيرا لذلك لم أجد بدا من الخروج من البيت. طوال سنتين وأنا أحاول ربح القليل من المال في أعمال جد شاقة، لكن في الوقت نفسه، لم أستطع التخلي عن حبي للألعاب، لذلك أنفق ما أربحه على شراء لوازم الألعاب ومن ذلك اقتناء حاسوب بمواصفات متوسطة". يؤكد زكرياء أن حملة التعاطف معه ساعدت في إعادة علاقته بأسرته إلى سابق دفئها، إذ تحسنت بشكل كبير، ويمضي في القول: " ما حدث منحني حافزا لكي أعود إلى الدراسة، لذلك أعِد أسرتي أنني سأترشح بشكل حر للبكالوريا وسأفرِح والدتي ووالدي بأن أهديهما شهادة البكالوريا قريبا، فانقطاعي عن الدراسة آلمهما، ومن حقهما الفرح بهذه الشهادة". كما يقدم زكرياء وعدا آخر لمتتبعيه: "الكثير من الناس عابوا عليّ استخدامي كلاما نابيا في فيديوهاتي. صحيح أن هذا طبعي وهكذا أتصرف عندما أكون ألعب، لكن الدعم الذي تلقيته من عدة أشخاص طلبوا مني التوقف عن هذا الكلام يجعلني أعدهم وأعد متابعي قناتي أنني سأبث فيديوهات دون كلام ساقط. سأبذل كل جهدي للتوقف عن استخدام أيّ كلمات مشينة، خاصة وأن هذا القرار سيجعلني أنفتح على مشاهدين جدد". وعن حبه لمجال الألعاب يقول زكرياء: " والدي هو من فتح عيني على الألعاب عندما اشترى لي جهاز إكس بوكس وبعده أجهزة أخرى، لكن بعد ذلك أدمنت اللعب فأهملت دراستي"، مردفا: "أجدي راحتي في هذه الهواية، خاصة وأن جمهور الألعاب يرغب باكتشاف تجارب الآخرين وهم يخوضون مراحل الألعاب وكيف سيتعاملون مع التحديات التي يواجهونها، وهذا كان دافعي لإنشاء قناة سكوزا".