لازال المغاربة ينتظرون من عبد الإله بنكيران، الذي تم إعفاؤه من مهامه رئيسا للحكومة بداية الأسبوع الذي ودعناه، جوابا مقنعا عن أسباب رفضه دخول الاتحاد الاشتراكي للحكومة خلال مرحلة المشاورات التي دامت خمسة أشهر وتسببت في البلوكاج. فرغم افتتاح عبد الإله بنكيران لمرحلة المشاورات مع الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي واتفاقهما على تكثيف اللقاءات والمشاورات من أجل تشكيل حكومة قوية، خاصة بعد تصريح إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الوردة بأن حزبه سيسهل مهمة بنكيران، إلا أن الأخير أصر في الأخير على إبعاد حزب الاتحاد الاشتراكي من الحكومة دون ن يقدم سببا مقنعا لذلك، الأمر الذي لم يتفهمه قادة الأحزاب المكلة للتحالف الرباعي وخاصة عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار وامحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، الذين عبرا أكثر من مرة عن عدم استيعابهما لتشبث بنكيران بإبعاد الاتحاد الاشتراكي.
بنكيران ورغم حصول الاتحاد لحبيب المالكي على رئاسة مجلس النواب، ومحاولة أخنوش والعنصر تقريب وجهات النظر وإقناعه (بنكيران) بضرورة تواجد الاتحاد الاشتراكي بالحكومة وتجنب ترؤس مجلس النواب من طرف المعارضة، أصر على موقفه و قال في تصريح صحافي" إلا تشكلات حكومة فيها الاتحاد الاشتراكي أنا ما سميتيش عبد الإله"، الأمر الذي قطع شعرة معاوية بين بنكيران رئيسا للحكومة و حزب الوردة، خاصة وأنه أشار مرات عديدة بأنه يحترم الاتحاديين وأنَّ مشكلته مع إدريس لشكر، ما أعطى انطباعا أن الصراع شخصي وليس مؤسساتي، وأن بنكيران يتعامل مع الأحزاب من منظور أمين عام حزب المصباح وليس رئيسا للحكومة.
أعفي بنكيران وعين سعد العثماني الرجل الثاني بحزب العدالة والتنمية، وطرحت مسألة دخول حزب الاتحاد الاشتراكي للحكومة، ما يستوجب شرح سبب إصرار إخوان بنكيران على استبعاد هذا الحزب من الحكومة...