بعد التساقطات المطرية الإستثنائية التي عرفتها منطقة سوس خلال اليومين الماضيين ، تضررت مجموعة من الدواوير بجل جماعات اداوتنان ، والتي أعلنت منطقة منكوبة ، بعد محاصرة خمس دواوير بجماعة أورير شمال أكادير بفعل ارتفاع منسوب وادي تمراغت. ووفق مصادر "أخبارنا"، فقد تسبب نفس الوادي في قطع الطريق الإقليمية 1001 الرابطة بين أورير وإيموزار، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن جل جماعتي أقصري وإيموزار وتيقي ل48 ساعة الماضية ، ولا تزال الوضعية على ما عليه إلى حدود كتابة هاته السطور ، فلا الطرق ولا المواصلات و لا الاتصالات و لا الكهرباء بجبال اداوتنان ، أمام صمت رهيب للمسؤولين على رأسهم السلطات المحلية والمنتخبون ، والكل عاجز عن اتخاذ أي تدابير حازمة لإنقاذ أزيد من 15000 مواطن ومواطنة محاصرين بدواويرهم . وحسب ذات المصادر فتوجد العديد من الحالات المستعصية والمرضية بهذه المناطق المنكوبة التي تنتظر التدخل العاجل من طرف المصالح الخاصة ، وأبرزها الفتاة نادية أشهبون ذات 18 ربيعا ، وسبق لجريدة"أخبارنا" أن تطرقت لها، والتي أغمي عليها بسبب أعراض مرضية ، واستحال على ساكنة دوار أسرن المحاصر بجماعة أورير إنقاذها ، بالرغم من الاتصالات التي تهاطلت على جميع المسؤولين في هذا الشأن، فشلوا في مساعي انقاذ وضعية الفتاة ، بعد محاولة من طرف سيارة اسعاف تابعة لجماعة اورير مدعومة بعناصر الحرس الترابي للوصول إليها ، عبر طريق جد وعرة من جهة الجماعة المجاورة تغازوت ، لكن وجدوا أنفسهم محاصرين بسبب الأوحال العالقة. وتتسائل الساكنة عن لجن اليقظة التي ما فتئوا يسمعون عنها في مختلف وسائل الإعلام الوطنية، وعن مصير طائرات الإنقاذ التي يتبجح بها وزير الصحة في قبة البرلمان ، وعن الوسائل اللوجستكية لثكنات الوقاية المدنية في مثل هاته المواقف، لتبقى مجرد شعارات فارغة وكلمات لاتتجاوز حد أرنبة أنف قائليها . هي إذن معاناة ساكنة اداوتنان في غياب ادنى شروط العيش الكريم ، من طرق وقناطر تفك العزلة عن هاته المناطق ، فكل موسم شتاء تظطر الساكنة لإذخار المؤونة ، فالتساقطات المطرية لديهم هو موسم بؤس وقنوط ومعاناة ، في ظل سياسة الترقيع التي يقوم بها المسؤولون بعد كل موجة تساقطات ، بفتح المسالك الطرقية بطرق بدائية ،والوعود المعسولة منهم ، في انتظار زيارة والي الجهة لهاته المناطق لتوزيع الحلويات على الأطفال عوض التفكير في إشباع حاجياتهم الأساسية وتنمية المنطقة وإخراجها من نفق الإقصاء والتهميش الذي تتخبط فيه.