تم اليوم الخميس، بمناسبة مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب22)، إبراز انخراط المكتب الوطني للمطارات لصالح البيئة، بصفة عامة، و الفعالية الطاقية للمطارات، بصفة خاصة. وفي هذا الصدد ، ابرز اللقاء جهود المكتب الوطني للمطارات وانخراطه في توجه طموح للإنتقال الطاقي عبر التقليص من الإستهلاك الطاقي لمطارات المملكة وعبر سعيه للاستعمال التدريجي للطاقات المتجددة في تدبير أنشطته. وفي هذا الإطار، تعاون المكتب والشركة الفرنسية المكلفة بإنتاج الطاقة الكهربائية "أو دي إف" لوضع توجه شامل لتطوير النجاعة الطاقية لمطاراته الدولية، وذلك للتقليص من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، حيث اختير مطار مراكش المنارة كموقع تجريبي. ولهذا الغرض قامت الشركة الفرنسية بابتكار منهجية عمل لتطوير النجاعة الطاقية للمطارات الدولية المغربية، وذلك اعتمادا على عملية محاكاة حركية للجوانب الحرارية لهذا المطار، حيث تسمح هذه المنهجية بالتحكم في مصاريف تكييف الهواء حسب الاستهلاك الطاقي. وخلال نشاط مواز نظم في المنطقة الخضراء بموقع كوب22، تم تقديم دراسة حرارية لمطار مراكش، بحضور المدير العام للمكتب الوطني للمطارات، زهير محمد العوفير، وممثلين عن شركة "أو دي إف" والوكالة الفرنسية للبيئة والتحكم في الطاقة. وتوصي الدراسة التي قامت بها "أو دي إف" باعتماد جملة من التحسينات التي توفر الراحة الحرارية طيلة السنة مع التقليص بنسبة 35 بالمائة من استهلاك الكهرباء في التدفئة والتكييف، وهو ما يمكن من تقليص انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون ب160 طن في السنة. ونظرا للنتائج المشجعة المحققة على مستوى مطار مراكش المنارة، فإن المكتب يعتزم تعميم هذا التوجه على باقي المطارات وتقاسم النتائج المحققة مع المطاران الإفريقية الشريكة. وفي مداخلة له خلال افتتاح هذا اللقاء، استعرض السيد العوفير الخطوط العريضة للسياسة البيئية للمكتب الوطني للمطارات الذي يشمل أربعة جوانب، هي تحسين الأداء البيئي والوقاية من تأثير نشاط المطارات على البيئة، وتقليص انعكاسات غازات الدفيئة و وضع نظام للتدبير البيئي. وأضاف أنه من بين الخطوات التي تم الإقدام عليها، هناك على الخصوص مراقبة الإزعاج الصوتي للطائرات ومعالجة النفايات الصلبة والسائلة وإدراج دراسات حول الطاقات المتجددة في جميع المطارات المغربية. وقال إن هذه السياسة أعطت ثمارها، حيث حصل مطاران على شهادة الاعتماد المتعلقة بالكربون، هما مطار محمد الخامس بالدار البيضاء و مطار مراكش، بينما ستحصل مطارات أكادير و فاس والرباط على هذه الشهادة في 2017 ومطارات طنجة و وجدة في 2018. وتطرق السيد العوفير إلى وضع ممرات لولوج الطائرات لتجنب التعرض للإزعاج الصوتي وتخصيص طرق مباشرة خلال الرحلات للاقتصاد في الطاقة وتقليص انبعاثات غازات الدفيئة في السماء، فضلا عن بناء محطات لتصفية المياه المستعملة وتحويل مصابيح الإضاءة في المطارات إلى مصابيح اقتصادية.