بفضل محطة الطاقة الشمسية “نور 1″، التي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الانطلاقة الرسمية للشروع في استغلالها، اليوم الخميس بورزازات، أضحى المغرب أرضية نموذجية لتطوير صناعة الطاقات المتجددة على الصعيد العالمي ونموذجا يحتذى في مجال حماية البيئة. وستمكن محطة “نور 1″، التي تعد جزء من المركب الشمسي نور- ورزازات (3000 هكتار)، من تفادي قذف 2,9 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون خلال مدة 10 سنوات، لتساهم بكيفية فعلية في تحقيق أهداف تقليص انبعاث الغازات الدفيئة الذي التزمت بها المملكة بموجب الاتفاقيات الدولية المبرمة بغرض مواجهة التغيرات المناخية. وتستعين المحطة الشمسية “نور 1″، التي بوسعها بلوغ طاقة قدرها 160 ميغاوات، والمنجزة على مساحة تناهز 480 هكتار، (7 مليار درهم) بتكنولوجية الطاقة الشمسية الحرارية ذات الألواح اللاقطة المقعرة، بطاقة تخزين حراري تقدر بثلاثة ساعات في كامل قوتها. ويمكن هذا النظام المبتكر للتخزين الحراري مواصلة تشغيل المحطة الشمسية مع مستويات منخفضة لأشعة الشمس وبعد غروبها، والوقاية من تغير الإشعاع الشمسي المباشر، ومن ثم تجنب الأخطار المرتبطة بتغيره. وتعتمد المحطة، تكنولوجية الأملاح الذائبة، نمط التخزين الأكثر ديمومة، والتي يوفرها السوق حاليا للمحطات الشمسية ذات الألواح المقعرة، والتي توظف التحويل الحراري بين السائل الناقل للحرارة وخزاني الأملاح الذائبة (واحد ساخن والآخر بارد). ويتم تحويل الطاقة التي تنتجها المحطة الشمسية “نور 1” عبر المحطة الكهربائية 225 كيلوفولت التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والمحدثة على مستوى مركب “نور- ورزازات”. ويتم بعد ذلك تصريف هذه الكهرباء عبر ثلاثة خطوط كهربائية مختلفة، يربط كل واحد منها المحطة الكهربائية بمدينة توجد في محيط المركب. وهكذا، وبغية السماح بتحويل الكهرباء المنتجة، وفي إطار تعزيز الشبكة الكهربائية الوطنية، تم إنجاز أو تعزيز ثلاثة خطوط جديدة هي: نور ورزازات- الرشيدية، نور- ورزازات- تازارت، ونور ورزازات- ورزازات. ويشرف المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب أيضا، على تسيير هذه الشبكات للتوزيع بكاملها. وستمكن المحطة الجديدة “نور 1” من إنتاج 600 جيغاوات في السنة، أي ما يساوي استهلاك 630 ألف نسمة عبر المملكة. وقد دعم هذا المشروع عدد من الممولين الدوليين، لاسيما الوكالة الفرنسية للتنمية، والبنك الإفريقي للتنمية، والبنك الأوروبي للتنمية، والبنك الدولي، وصندوق التكنولوجيات النظيفة “كلين تيكنولوجي فاند”، و”كي. إف. دابليو بانكغروب”، والاتحاد الأوروبي. وبإطلاق هذه المحطة الشمسية، يكون المغرب قد اجتاز مرحلة حاسمة في استغلال موارده الشمسية على أعلى مستوى، وفي تفعيل الاستراتيجية الطاقية المغربية التي تروم تطوير قدرة دنيا قدرها 2000 ميغاوات في أفق سنة 2020، وذلك من خلال مشاريع شمسية هامة تتوزع عبر ربوع المملكة في المواقع ذات الخصائص الأكثر ملائمة. ومن شأن هذه المشاريع التي يرتقب تنفيذها بكل من ورزازات والعيون وبوجدور وميدلت وطاطا، باستعمال مختلف التكنولوجيات الشمسية المنتقاة من أجل الاستجابة لحاجيات المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، إحداث استثمارات بقيمة تفوق تسعة ملايير دولار في أفق 2020، والتمكين من اقتصاد سنوي في الغازات الدفيئة يعادل 7ر3 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون.