لا تتخيلوا أبدا أننا في تقدم أو ترف سياسي أو اقتصادي ، فنحن في طريق لا نعرف له بداية أو نهاية ، بصدق تائهون تماما ، مجتمع صامت عند الاستحقاقات الانتخابية ، جالس في المقاهي يبكي وينتقد السياسيين والحكومات والزعماء . حالنا اليوم صعب لأننا جميعا نتحمل المسؤولية في تدهور التعليم عماد المجتمع ، تدهور الثقافة قيم المجتمع ، تدهور السياسة عنصر مراقبة المجتمع ،تدهور الرياضة عنصر اشعاع للمجتمع ، تدهور الاعلام عنصر ابلاغ للمجتمع .. نعم وبصدق نحن في القاع. شعب يبكي في المقاهي يؤسس للشائعات والمزايدات ، والشعارات الوهمية والتي أصبحت اليوم حيلة المرتزقة، المصيبة أن كل الشعب اليوم أصبح منظرا وسياسيا ولكن لا يشارك في الانتخابات من أجل تحديد مصيره ، والمشاركة بمعناها الديمقراطي الحقيقي أن تشارك من أجل اما مصادقتك على أي حزب سياسي أو التعبير بوضع ورقة بيضاء بمعنى رفضك للجميع ، اما عدم مشاركتك نهائيا في صناديق الاقتراع والانتقاد بعد ذلك فهو أمر يدعوا للسخرية . بهذه المقاييس البسيطة والواقعية فإننا سندفع الثمن غاليا اليوم قبل الغد لأننا فقط من المغرب الحبيب ، سندفع ثمن لكل هذا الوقت الطويل الذي صبرنا فيه من أجل أن يفهم صحاب الحال أننا ولاد الناس نحب وطننا وملكنا . سندفع الثمن لأن السادة المسئولون لم يخجلوا أبدا ومنذ مدة طويلة جدا من تكرار الخطأ واتباع منهج رد الفعل وانعدام التطور الطبيعى المفترض أن يكون دائما من أجل تطور المجتمع. سندفع الثمن غاليا اليوم لأن الحكومة بكافة جهاتها الرقابية عاجزة تماما عن تطبيق القانون وتنزيل الدستور الذي انتظره المغاربة طويلة من أجل دولة ديمقراطية تحترم المواطنين وتضرب بقوة على أيدي المفسدين. سندفع ثمن أخطاء الآخرين والذين ينعمون في خيرات هذا الوطن دون رقيب ولا حسيب . سندفع ثمن المخربين لهذا الوطن والذين لا يطالهم العقاب ولا الحساب. سندفع كثيرا الثمن لأننا شعب يثق بشكل أعمى لمن يضحك له أو يبتسم له تلك الابتسامة الصفراء الماكرة .. سندفع الثمن لأننا مازلنا ننتظر عصى سيدنا عيسى من أجل أن نصبح مواطنين لا أقل ولا أكثر .. المهم الكلام كثير ..