أكد السيد أندري أزولاي، الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور ، اليوم الجمعة بمدينة الصويرة، أن هذه المدينة لها ماض عريق في التعايش والتسامح جدير بأن يروى للأجيال المقبلة وتاريخ مجيد يستحق أن ينقل إليها. وأضاف السيد أزولاي، في مداخلة خلال أشغال ندوة في موضوع "الثقافة في قلب المجتمع المغربي..خيارات الصويرة وآمالها" في إطار الدورة ال13 لمهرجان الأندلسيات الاطلسية (ما بين 27 و30 أكتوبر الجاري)، أن تجربة المدينة في مجال التعايش والتسامح يعود إلى ألفي سنة من التاريخ. وأبرز أن الصويرة، "لا سيتي دي زيليزي"، شكلت خلال القرن ال19 أحد الفضاءات السياسية والثقافية والروحية الرائدة، حيث تلاقت الديانتان الإسلامية واليهودية وتعايشتا. وقال السيد أزولاي إن "التقارب الطويل الأمد والقوي بين الديانتين الإسلامية واليهودية تم بمدينة الصويرة، وهذا التقارب يتغذى ويتشكل من خلال تأصيل هويات كلا الطرفين"، مشيرا إلى أنه "لا توجد أماكن كثيرة في العالم تتبنى هذا الاختيار". وأوضح السيد أزولاي أن المملكة المغربية تمكنت من الجمع بين كل الحضارات التي تعاقبت عليها (الفينيقية والقرطاجية والأمازيغية واليهودية والرومانية والعربية-الاسلامية)، والتي تركت أثرا طيبا، مضيفا أن المغاربة ليسوا فاقدين للذاكرة، ويتمثلون كل هذه الحضارات والإضافات التي جاءت بها، ويحاولون الاستفادة منها جميعا عوض القطيعة معها، وأن المغرب يعيش ثراء رائعا بفضل كل هذه الحضارات. وأضاف السيد أزولاي أن "الذين يرغبون في القطيعة أو المواجهة، سيتصدى لهم المغرب ليطلعهم على خيارنا، وهويتنا وحقيقتنا". ومن جهة أخرى، أكد السيد أندري أزولاي أن "المأساة الفلسطينية توجد في صلب اهتماماتنا"، مضيفا أنه "ما دام الشعب الفلسطيني يعيش في الوضعية الحالية، فأنا كائن غير مكتمل". وتساءل قائلا "كيف لي أن أكون يهوديا والشعب الفلسطيني لم ينل بعد حريته، وعدالته وكرامته ويعيش في دولته إلى جانب دولة إسرائيلية". وخلص السيد أوزلاي إلى القول "إن حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه هو الضامن الأكبر لاستقرار إسرائيل وأمنها". يذكر بأن حفل انطلاق مهرجان الأندلسيات الأطلسية بالصويرة في نسخته ال13 مساء أمس الخميس، تميز بحفل لفنانة الملحون والغرناطي المغربية سناء مرحاتي التي غنت تكريما للفنان الراحل سامي المغربي، أحد الوجوه البارزة في التراث الموسيقي المغربي-اليهودي. وشكل هذا الحفل، الذي حمل شعار "شكرا سامي"، انطلاقة ثلاثة أيام عنوانها الاحتفال والسلام والتقاسم والاستلهام والتعايش المشترك، وهي سمات ميزت مدينة الصويرة. وتنظم هذه التظاهرة من قبل جمعية الصويرة موغادور تحت شعار "الذاكرة والوفاء والاستمرارية" وتضع نصب عينها مجموعة رهانات لتحقيق التميز والتفرد، محورها الأساس موقع الشباب في هذه الموسيقى، حيث تجتمع فرق شابة وواعدة اختارت الحفاظ على هذا الإرث الفني الراقي. وتمثل هذه الفرق الشابة كلا من مدن فاس وتطوان وطنجة وسلا والدار البيضاءوالصويرة، لتشكل بذلك نموذجا حيا لاستمرارية هذا الفن الذي صمد قرونا، ويواصل مساره بفضل جهود "لمعلمين" الكبار واجتهادات الشباب. ومن اللحظات التي ستعمل هذه الدورة على استرجاعها الإرث الموسيقي اليهودي المغربي الذي كان نتاجا طبيعيا للتعايش والتساكن والتقاسم، الذي عرفه المغرب على الدوام ليذكر بلحظات الفرح الجماعية التي عاشها المغاربة في ما بينهم، بغض النظر عن أصولهم وأعراقهم. كما تعرف هذه الدورة حضور صوت مميز وآسر، طبع الأغنية المغربية الشعبية، منذ سنوات عديدة، هو صوت الفنانة ريموندا البيضاوية، بالإضافة إلى تكريم العازف والمطرب والملحن موريس مديوني من مدينة وهران بالجزائر .