استأثرت وسائل الإعلام المغربية بمقال جريدة آخر ساعة الذي نشر منذ أيام و جعلت منه مادة دسمة لمعظم منابرها ، المقال المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم و تصدر صفحة الجريدة المحسوبة على حزب سياسي معروف حضي بالكثير من الاهتمام الغير مستحق ، و الطريقة التي أثيرت بها القضية على مواقع التواصل الاجتماعي ربما مبالغ فيها لأن محدودية قراء الجريدة قد تكون الدافع وراء نشر هذا المقال للفت الانتباه و الإقبال على متابعة الصحافيين الذين يعملون بهذه الجريدة . ان المتتبع للمنابر الإعلامية يعرف تماما هذه المعطيات و أن القارئ المغربي لا يعير أي اهتمام الجرائد و المجلات الحزبية و الدليل على هذا الاستنتاج هو حجمها بين مبيعات الصحف فما بالنا بصحيفة آخر ساعة التي لم يمر على إنشائها سوى شهور معدودة ، و بالتالى فإن الدعوات إلى تنظيم مسيرة للتنديد بسلوك الجريدة هو اعتبار لما نشر قد يفهمه طاقم تحريرها تأثير و مكانة تحظى بها الجريدة من الشاعر المغربي بيد أنه لا قيمة لها و لا للحزب الذي تمثله .
لم تكن الجريدة لتصمد هذه الفترة و التعويل على مبيعاتها لولا التمويل الذي تلقاه من طرف إلياس العمري ، هذا الرجل الذي يسير بنفس الأفكار التي جاءت في المقال موضوع هذه الضجة بنفسه يعتمد طريقة الخرجات الإعلامية كلما أحس تهميشه و عزلته لتسلط عليه الأضواء من جديد ،ولنا في دعوته الأخيرة للمصالحة أكبر دليل على ذلك . فهل يا ترى سيبقى المغاربة رهينة الاستفزازات ليردوا على سفهاء مهنة شريفة لها قيم و ظوابط و أدبيات تحترم بموجبها المتابعين و القراء ؟
عزلة الجريدة يجب أن تكون بعقاب أكبر و أعمق من مسيرة منظمة ، يجب أن تنال عقابها من الهيئة المسؤولة على الإعلام أولا و من وزارة الاتصال ثانيا و من الشارع ثالثا ، لكن هل الهاكا تنظر في مثل هذه الملفات ؟ من المفروض أنها تمثل مؤسسة رقابية تراعي جودة و كنه ما يقدم لشعب له ثوابت و أول هذه الثوابت الدين الاسلامي و رموزه ( الذات الإلهية و القرآن الكريم و السنة النبوية ) إضافة الى باقي ثوابث الامة من الوحدة الترابية والملكية .
لكن أين نحن من باقي المؤسسات من قبيل المجلس العلمي الأعلى و الديوان الملكي الذي تدخل لنصرة مستشار على حساب أمين عام حزب سياسي ؟ أليس هذا الموضوع أحق أن يرد عليه ؟!!