إن من أكثر الإشكاليات التي تعيشها الأمة الإسلامية المعاصرة هي مواكبة الفتاوي الدينية لتطورات العصر و إمكانيتها الجواب على تساؤلاتها. لقد حتم التطور ظهور إشكاليات ليس لها أجوبة في النص القرآني و لا في الأحاديث النبوية الشريفة ،فكلمة التطور لا تقتصر على ما هو إيجابي قطعا ذلك أن الإيجابي في حد ذاته ليس مطلقا متناهيا فلكل جواد كبوة و هنا مربط الفرس فكل جديد يصضعنا أمام إشكالية تصنيفه في خانة المقبول أو المحذور.فالعديد من القضايا وضعت الإنسان المسلم أمام إشكالية الحلال و الحرام و هنا بدأ تدخل العلماء بشتى مذاهبهم للإفتاء وغالبا ما يزيد هذا الإفتاء الطين بلة ،حيث تتصادم الأفكار و تتزايد الإنقسامات و هو ما ينافي أساس هذا الدين الحنيف الذي جاء من أجل التوحيد لا التفرقة . هذا ما يضعنا أمام تساؤل أعمق ألا و هو هل لكل العلماء الغاية النبيلة لتنوير العقول أم أن الهلمة الإعلامية و ما يترتب عنها من فوائد شخصية هو بيت القصيد؟ و أما عن الحلقة الثانية-المسلم المتلقي للفتوى- فهل يجبرنا الدين على التلقي المطلق ،الأعمى و الجزمي دون مناقشة أو أقله التدبر فبعض الفتاوي و بمجرد تلقيها تدل أنها نابعة من لا عقل و أن صاحبها يدين بغير ديننا... أليس على المتلقي معرفة الثابت في الدين من المتغير و أن من معجزات ديننا الكمال مصداقا لآخر آية أنزلت على رسولنا الكريم صلوات الله عليه" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " وهذا ما يقطع الباب أمام كل متطفل يريد زعزعة التوابت كم قال أن القرآن لايحرم الزنا هل من الضروري التنازع على أمور تكميلية في حين أن ثوابت الدين لم تحترم بعد و هل نحن في حاجة لفتاوي تتباحث قضايا تافهة كفتوى للداعية السعودي محمد المنجد ، تفيد بتحريم من يعمل محللاً رياضياً، أو فنياً لأن في ذلك مضيعة للعمر في أمور دنيوية لا تنفع في الدين، فيما أجاز العمل كمحلل في المجالات العسكرية، والسياسية، والاقتصادية ونحن في زمن لا يزال فيه من لا يتقن الوضوء ... للأسف فكل هذا هو ما يجعل منا أمة تسخر منها الأمم المتقدمة ،العيب ليس في ديننا و إنما في طريقة تديننا و كذا في طريقة تبليغنا لهذا الدين. و لعل هذا ما يجعل بعض المفكرين يتبنون مقولة الإسلام بريئ من غالبية المسلمين.